الخميس، 27 أكتوبر 2011

صراع الفطرة والإلحاد



صراع الفطرة والإلحاد هو الصراع بين الحق والباطل , بين الحقيقة والسراب هو الصراع الذي يجسده.. سوبرمان !

فدائما كان هناك أنين داخل النفس البشرية يدفعها إلى القوة الأكبر إلى من تستطيع أن تناجيه في خلواتها وأن تستغيث به في أزماتها ,وهذا الأنين الفطري موروث ومغروس في أعماق النفس البشرية لم تستطع حتى المجتمعات الملحدة  التغلب عليه.

ففي الغرب الذي غيب فكرة الإله ظهرت الشخصيات الخارقة  كسوبرمان الذي يقبع خارج العالم ليظهر تماما في الوقت المناسب وعند الشدة لينقذ الناس فيحمل الطائرات وينتشل الغواصات مجيبا لصرخات من يستغيثون به بقوة وقدرة.

وفي الشرق الآسيوي نجد النماذج المصطفاه  أو المختارة (تشوزن ون) المقاتل الذي لا يقهر الذي إختارته الطبيعة أو أرواح الأسلاف لنصرة الخير والضعفاء .






صحيح أن هذه النماذج الخارقة هي مجرد خرافة لكنها تشي بكل تأكيد برغبة النفس الإنسانية في الأمان والسكينة  مع قوة قادرة حكيمة.. ومن حقنا أن نتسائل عن سر هذه الفطرة الموجودة في النفس البشرية في شتى بقاع العالم؟

والإجابة مباشرة نجدها في القرآن الكريم الذي أو أوضح أن هذه الفطرة مغروسة منذ أخذ الله العهد من كل البشر على وحدانيته وربوبيته و هم في عالم الذر قبل إنتقالهم إلى هذا العالم المادي وبقيت آثار هذا الميثاق منغرسة في فطرة الإنسان وغريزته حتى جاء إلى الدنيا ..فمن  الناس من هدي للإيمان ومنهم من تحورت وطمست فطرهم وإن ظلت تتوق إلى عهدها الاول يقول تعالى:

(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَفِلِينَ)  سورة الاعراف127  

وهذه الفطرة أيضا هي حقيقة موروثة منذ آدم عليه السلام فحقيقة وجود خالق لهذا الكون علمها آدم عليه السلام لأولادة وذريته وأنتقلت منهم عبر الشعوب وتوطدت من خلال الأنبياء والرسل تترى تذكر الأمم بالله وتدعوهم لتوحيده وطاعته قبل أن تحرف فطرتهم وتنطمس.




وهذه الفطرة هي إحدى عناصر الإجابة عن سؤال يكثر من الملحدين وهو لماذا كان الإيمان بالله بالغيب وليس بالشهادة؟


وهذا سؤال يماثل طالب في الثانوية أو الجامعة يتسائل لماذا لا آخذ الكتاب معي في قاعة الإختبار ؟؟

وقد يصح سؤاله لولا انه أعطي سنة كاملة بصحبة الكتاب للدراسة وشرح له المدرسون والأساتذة كامل الكتاب وكان عنده فرصة للسؤال والإستفسار وربما أخذ مجموعات تقوية أو دروس خصوصية!

ولله المثل الأعلى فواقعيا لم يتركنا الله هملا ولم يخلقنا عبثا وينسانا حاشاه سبحانه بل :

أولا: زررع في فطرتك ألوهيته ووحدانيته كما أسلفنا وجعلها صوتا صارخا داخلك وداخل كل البشر

ثانيا: منحك الله عقلا لتعرف القوانين التي خلقها فتستدل على وجوده من خلالها

ثالثا :أرسل الله لك الرسل بالبينات تترى وتتوالى لتؤكد على رسالة التوحيد وعبادة الله

رابعا: ترك فينا الآيات المعجزات في القرآن الكريم وفي بديع خلقه في السماوات والأرض

خامسا: أعطاك عمرا ومدة زمنية تتفكر خلالها وتراجع حساباتك وتخطيء وتتوب وتندم او تصر

فبعد كل هذا لا يكون لأحد حجة ويكون سؤالهم باطلا ولا محل له من الإعراب

وهاهي دلالات الفطرة تظهر في الحفاوة البالغة من الكبار والصغار بهذه الشخصيات الأسطورية التي صارت  مكونا ثقافيا أساسيا  في المجتمعات الملحدة ..بديلا عن الإله.


(وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ) الشورى 16 





تابعوا (مختصر تاريخ الحقيقة) أيضا على

الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

مصير غير المسلمين وخطأ بلال فضل



من النقاط التي يتوقف أمامها كثير من الناس نقطة مصير غير المسلمين في الآخرة وتحديدا مصير من لم تبلغه دعوة الإسلام ولم يسمع برسول الله صلى الله عليه وسلم , ولكن تتعدد الأسباب والتوجهات للتوقف عند هذه النقطة فمثلا :

- المسلمين الجدد والمقبلين على الإسلام خصوصا من جنوب شرق آسيا كوريا واليابان حيث الإرتباط الشديد بالعائلة  يتسائلون عن مصير آبائهم وأجدادهم الذين لم يعرفوا الإسلام أو يسمعوا به فهل هم قطعا من أهل النار؟

- الملحدون من جهة أخرى يسئلون هذا السؤال بغية الفتنة وإثارة الوساوس في رحمة الله وحكمته  فيدندنون حول مصير ساكني الأحراش والغابات في أفريقيا وأمريكا اللاتينية (1)الذين ماتوا على غير الإسلام.

- شباب المسلمين (وربما شيوخهم) يتسائلون عن مصير مشاهير الغرب كتوماس أديسون و جراهام بيل وباستير وغيرهم من المخترعين والمفكرين الذين قدموا إنجازات هامة لنفع البشرية ويتسائلون أبعد كل هذا يدخلون النار؟!

 وبرزت هذه النقطه وتوهجت بوفاة ستيف جوبز مؤسس شركة (أبل) للبرمجيات حيث سارع كثير من شباب المسلمين بالترحم عليه على إعتبار أنه قدم الكثير للبشرية في مجال تكنولوجيا البرمجيات وخصوصا في مجال الهواتف النقالة !!

وحمل هذه الراية أيضا الكاتب المصري (بلال فضل) فكتب مقالين متتاليين في جريدة التحرير بعنوان (المرحوم ستيف جوبز) و (أهم يقسمون رحمة ربك) نقل فيهما للأسف عبارات مجتزأة ومبتورة من السياق العام لتفسير آي القرآن الكريم فخلص لنتائج تخالف أساس عقيدة الإسلام وليس فرعا من فروع الفقه فجعل اليهودي والنصراني والمجوسي كالمسلم لايفرق بينهم شيء عند الله ..فنسأل الله له ولغيره من إخوتنا المسلمين أن يثوبوا لرشدهم ونذكرهم بقول الله تعالى محذرا من الشيطان:


 )إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ  ( البقرة 169


ولأهمية الموضوع وأولويته وتعلقه بعقيدة المسلم سنبدأ مع الفريق الثالث كبلال فضل وغيره من شباب المسلمين لتوضيح اللبس الذي وقعوا فيه  عندما ترحموا على من لم يمت على الإسلام فنضع القاعدة العامة ثم ننتقل إلى مناقشة الحالات الخاصة للفريقين الأول والثاني. 

هل يجوز الترحم على من لم يمت على الإسلام؟

جاءت آيات القرآن الكريم قطعية وحاسمة في أن الجنة محرمة على غير المسلمين وأن النار هي مثواهم , وما خلق الله الدنيا وبعث الأنبياء من لدن آدم إلى محمد عليه الصلاة والسلام إلا من أجل كلمة (لاإله إلا الله) ومن أجلها جاهدوا وضحوا بأرواحهم وهاجروا من ديارهم حتى جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا كما رددها النبي عند دخوله الكعبة عام الفتح.

يقول تعالى:
(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران 85

(وبعدها بخمس آيات يؤكد سبحانه وتعالى  المعنى مرةأخرى لمن مازال في شك فيقول:

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ) آل عمران 91

 وقد يقول قائل حسنا إن هذا خاص بالوثنيين أو الملحدين أما اليهود والنصارى فلا يشملهم هذا الكلام.
ولاشك أن اليهود والنصارى أفضل من الوثنيين أو الملحدين فمازالت آثار النبوة فيهم وإن حرفت ولذا نسميهم أهل الكتاب ونبرهم ونقسط إليهم ماسالمونا وندعو لهم بالهداية وبكل خير في حياتهم ويباح الزواج من نسائهم والأكل من ذبائحهم  إلى غير ذلك مما قد لايباح مع الملحدين أو الوثنيين.. لكنهم في الآخرة بلا شك داخلون في عموم الكفار بل وخصهم الله بوعيد شديد يقول تعالى:
(َلقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ(72) لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ) المائدة 72 -73
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) البينة 6
فمن مات وإيمانه على غير الإسلام فهو في نار جهنم خالدا فيها بآيات واضحة قطعية محكمة لا تحتمل التأويل بل وتقطع السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الصحيح:
( والذي نفس محمد بيده؛ لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار)  صحيح مسلم
وقال عليه الصلاة والسلام:
( لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة)  صحيح البخاري وصحيح مسلم

إذا فمسألة أن من مات على غير الإسلام سواء أكان كتابيا , وثنيا أو ملحدا فمصيره إلى النار مسألة محسومة تماما, بل هي بديهية معلومة من الدين بالضرورة وإلا ففيم كان جهاد الأنبياء والمرسلين وتحملهم وحوارييهم لشتى صنوف العذاب إذا كانت عبادة البقرة أو تقديس الصليب والتثليث لها نفس نتيجة توحيد الله عز وجل طالما قدمت خيرا للبشرية؟!
وعليه فلايجوز الترحم على من مات على غير الإسلام لأنه يخالف عقيدة الإسلام كما أسلفنا
كما أن فيه إستهزاء بوعد الله بألا يقبل إلا الإسلام وأن يغفر كل الذنوب إلا الشرك فصاحبه خالد في النار...والله لايخلف الميعاد.
بل فيه عصيان مباشر لأمر الله فقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الإستغفار لغير المسلمين صراحة فقال جل من قائل:
(مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُولِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) التوبة 113
لقد وقع الفريق الثالث في خطأ جسيم عند فهم قوله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة 62
لقد أخطئوا في فهم الآيات فظنوا الآيات تتحدث عن اليهود والنصارى والصابئين في يومنا هذا والحقيقة هي أن الكلام عن اليهود والنصارى والصابئين هوعن أتباع الأنبياء السابقين قبل تحريف رسالاتهم وقبل بعثة نبي هذا الزمان محمد عليه الصلاة والسلام بالرسالة الخاتمة .
 والآية تثني عليهم عندما آمنو بالرسالة الحقة قبل التحريف فكل الأنبياء جاؤا بعقيدة الإسلام (لا إله إلا الله) ولكن بشرائع مختلفه (أحكام الصيام والصلاة و..) فقال اليهود في زمن موسى (لا إله إلا الله موسى رسول الله)  وقال النصارى في زمن عيسى (لاإله إلا الله عيسى رسول الله)  والصابئون وهم أتباع أنبياء سابقين آخرهم يحيى قالوا في زمن يحيى (لا إله إلا الله يحيى رسول الله). ومازالت فرقة من الصابئة موجودة ليومنا هذا في العراق ويعرفون بالصابئة المندائيين ولهم كتاب يسمى (كتاب الكنز) ينسبونه لآدم عليه السلام وإن شمل دينهم ما شمل اليهود والنصارى من التحريف والتبديل فقدسوا الكواكب والنجوم وغير ذلك(2) (3) (4) .
والكلام في الآية ثناء عليهم وتطمين أن الله لن يضيع إيمان الأمم السابقة التي آمنت بأنبيائهم فكلهم مسلمين وإن لم يروا ويعاصروا محمدا عليه الصلاة والسلام وهو نظير تطمين ربنا للمسلمين بأن من مات قبل تحويل القلبة للكعبة وهو يصلي لبيت المقدس لن يضيع الله إيمانه.
(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) البقرة 143
أما اليوم فلايقبل من مسلم ان يتخذ من المسجد الأقصى قبلة بدلا عن الكعبة , كما لايقبل من إنسان دينا إلا الإسلام.
 إذا فالآية تتحدث بوضوح عن أتباع الأنبياء السابقين فذكرت اليهود والنصارى والصابئين ولم تذكر الوثنيين مشركي العرب أو المجوس والملحدين  إذ لو ذكروا لكان المعنى مشكلا بالفعل..ولكنه كلام الله الذي لايأته الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من رب حكيم.
وقد يقول قائل ولكن هناك آية أخرى ذكرت المجوس والمشركين وهي قوله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) الحج 17
والفرق واضح فالآية الأولى كما اسلفنا آية ثناء وتطمين أما هذه فآية خبرية عما سيحدث يوم القيامة لا تحمل الثناء أو الوعد بالمغفرة بل لو دققنا وتأملنا لوجدناها آية وعيد وتحذير فهي توضح لكل مشرك وجاحد أن جداله وألاعيبه التي قد تخدع بعض الناس في الدنيا لن تنفع يوم القيامة ولن يكون لها طائل لأن الحكم حينها هو الله الذي سيفصل بين الناس فيدخل أهل الحق (الإسلام) الجنة ويدخل أهل الباطل (كل ماعداه من إلحاد وشرك وتحريف) النار فالآية واضحة لا لبس فيها بفضل الله فالحمد لله رب العالمين.

ثم أن الواقع في يومنا هذا  يقول أن بلال فضل يسبح ضد تيارالعقل وليس الدين فقط وذلك لسببين 
الأول :أنه في عالم ثورة الإتصالات والتكنولوجيا التي من روادها ستيف جوبز أصبحت أي معلومة لا تحتاج أكثر من ضغطة زر (على الأقل بالنسبة للأوروبيين) فما ظنه بمن لم يسئل نفسه يوما لماذا خلقت؟ أو ما الهدف من وجودي؟ 
ثانيا: أن الإسلام بالفعل ينتشر إنتشارا كبيرا في أوروبا لدرجة التحذير من أسلمة المانيا وفرنسا وعليه فمن أعرض عن كل هذا ورفض الإسلام رغم إعترافه بقوة حجته ومنطقيته فهذا إختياره كما يوضح هذا الشاب البلغاري في الفيديو هنا




http://www.facebook.com/video/?id=211410062222988#!/video/video.php?v=178396808910010




النقطة الأخيرة التي يثيرها هذا الفريق هي إذا ماثواب غير المسلم من عمل الخير ونفع البشرية بإختراعاته وإنجازاته؟!
والإجابة ببساطة وهل كان ينتظر غير المسلم او الملحد الثواب من الله الأحد الصمد ؟!!  بل هل وعده الله بالثواب وأخلف موعده (حاشاه سبحانه)؟!
فالكافر لا ينتظر الثواب من الله الاحد الصمد فلماذا تتدخل أنت في شئون الكافر وتطلب له مالم يطلبه هو لنفسه؟!!
 والله سبحانه وتعالى لم يعده بالثواب فلماذا تتألى أنت على الله وتشكك في حكمته ورحمته وتريد أن تبدل في حكمه وليس لك ذلك..في الواقع إن من يقول ذلك هو من يريد أن يقسم رحمة الله على هواه فيترحم على من يشاء ويعارض الله في مشيئته فينزل الرحمة بفريق حكم الله عليه حقا وعدلا بإستحقاقه العذاب
والملحدون إن صنعوا خيرا لم يصنعوه إلا إرضاء لنهم انفسهم للمال أو الشهرة أو الثناء وربما لتكبر وتتضخم (الأنا) داخله كل منهم فينتشي ويحدث نفسه كم أنا عبقري كم أنا محسن وخير.. وفي أحسن أحوالهم سيصنعون الخير إشعارا لأنفسهم بالرضا والسلام الداخلي.
إذا  فليأخذوا الثواب ويطلبوه من (أنفسهم) وليس من الله ...بل لقد حصلوا عليه بالفعل مع كل عمل عملوه زاد فيه كبرهم الداخلي أوأنتفخت جيوبهم بالمال أوسطرت أسمائهم في الصحف.
أما أهل الكتاب والمشركين فمن طلب الثواب من المسيح فليطلب ثوابه من المسيح وليس من الله ومن طلب ثوابه من بشر أو حجر أو شجر أو بقر فليطلب ثوابه ممن عبد وليس من الله.
ولذا يصف الله تعالى أعمال الكافرين بأنها سراب:
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) النور 39

إن من يكفر بالله لا نقول انه بالفعل قد حصل على ثوابه وحسب بل نقول إن عليه دينا كبيرا  .. فمن ألهمه الأفكار اللامعة والإختراعات العبقرية؟  و من وهبه العقل والتفكير والإحساس؟ من وهبه السمع والبصر؟ بل من وهبه الحياة التي عمل فيها الخير ؟!  إنه الله سبحانه وتعالى ورغم ذلك ما شكره ولا حمده ولا أطاعه بل جحده و عبد غيره سواء أكانت نفسه التي بين جنبيه أو آلهته المزعومة.

(وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ) الأحقاف 20
بل ومن المسلمين من سيدخل النار وإن كان ظاهر عمله الطاعة لأن ما عمله من الطاعات لم يكن خالصا لله وإنما عمله لنفسه من أجل العجب والكبر وليقال عنه كذا وكذا أو ليحصل منافع دنيوية أخرى وفي الحديث الصحيح أن أول من تسعر بهم النار قاريء للقرآن , ومجاهد في سبيل الله ورجل غني ينفق المال في الخير ذلك أن كل منهم كان يفعل ما يفعله ليقول الناس قاريء أو جريء أو جواد كريم وليس لوجه الله..وقد قيل ذلك عنهم..أي حصلوا على ثوابهم في الدنيا فحبط عملهم.
نعوذ بالله من النار ونعوذ بالله من حبوط العمل وسوء الخاتمة.
الغريب في الأمر أننا لا ندري لماذا هذا الحماس تجاه ستيف جوبز بالذات وليس لويس باستير مثلا الذي أنقذ ملايين البشر من الموت بعد إكتشافه البنسلين والمضادات الحيوية ..في حين ستيف جوبز الذي كان ملحدا يتبع الفلسفة البوذية حصد مليارات الدولارات وشهرة طاغية ونجاح العملي و علاقات نسائية متعددة كان من نتاج إحداها إبنة غير شرعية أدعى أنه عقيم ليتهرب من نفقتها لسنوات عديدة(5) ولكن بلال فضل ترحم عليه ورجى له الجنة فقط لأنه إخترع هاتف نقالا مميزا لايقدر على ثمنه إلا الأغنياء!



ولكن هل نقطع لشخص معين غير مسلم بالنار ؟
إختلف الفقهاء في هذا الأمر(6) (7) ولكن فريق من الفقهاء قالوا بأننا نتوقف في أمره فنعم نأخذ بظاهر الأمر في الدنيا فنعامله ككافر فلا نصلي عليه ولا نترحم عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ونوقن انه لو مات على الكفر فهو في النار ولكن لا نقطع بدخوله النار فنفوض أمره إلى الله(8) ليس لأن من مات على الكفر قد يدخل الجنة فهي مسألة محسومة كما أسلفنا ولكن للآتي:

 - إحتمال توبته وإيمانه قبل موته فهذا عمل قلبي لايطلع عليه بشر
- إحتمال أن دعوة الإسلام لم تصله وهذا ما سنناقشه في الجزء القادم إن شاء الله.

مصير من لم تبلغه دعوة الإسلام
من المهم أن نعرف أنه لاتوجد أمة من الأمم إلا جاءها نبي أو رسول مصداقا لقول الله تعالى:

(إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ ) فاطر 24


ولكن مع تطاول القرون بعد كل نبي تبدأ الرسالة في التحريف والتبديل حتى تصل لجيل من الأجيال وقد طمست تماما أو إندثرت كما كان حال مشركي العرب قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام وهؤلاء يعرفون في الإسلام بأهل الفترة ويشبههم من يعيشون في بقاع نائية أو بعيدة لم يسمعوا بعقيدة الإسلام ورسالته وخلقهم الله ليعرفوا بديع خلقه في الكون ويعمروا الدنيا ويحافظوا على الجنس البشري ويكونوا حجة على غيرهم من الذين قصروا في دعوتهم أو تبليغ رسالة التوحيد اليهم.
ومن أهل الفترة من جعله الله سببا في خروج خيار البشرية إلى الارض فاجداد صحابة  النبي علية الصلاة والسلام والمسلمين الأوائل كانوا من هذا الصنف من الناس.
أما عن مصيرهم في الآخرة فالقران الكريم يوضح صراحة أنه لاعذاب إلا على من وصلته رسالة الإسلام فرفضها وكفر بها.
(تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ )  الملك 8-9
                      
(وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) الاسراء 15

(ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ) الانعام 131

(رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) النساء 165

إلي غير ذلك من الايات الواضحة الصريحة التي تربط الكفر الذي يوجب العذاب بوصول الرسالة ورفضها , والإسلام هنا يتبع نفس المنهج الرحيم في كل تشريعاته فالطفل الصغير لا يكلف بتكليفات شرعية ولا يحاسب حتى يبلغ الحلم مثله مثل المجنون أوالغائب عن الوعي بل وكذلك المكره على شيء ولو كان كفرا صريحا, فعندما عذب أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام في مكة وتعرضوا للقتل أعلن بعضهم الكفر أو سب النبي من شدة العذاب ولم يلمهم النبي بل أجاز لهم أن يعودوا لما قالوا لو لم يتحملوا العذاب أو خافوا من القتل.
ليس هذا فحسب فقد تحدث النبي عليه الصلاة والسلام صراحة عن أهل الفترة ومن لم تصلهم الدعوة ..وشرح لنا أن الله سيختبرهم يوم القيامة ويختبر طاعتهم له, وهذا بعد البعث من الموت ورؤية الملائكة ومشاهد الحساب فمن يعص الله بعد ان رأى كل هذا فلا يلومن الا نفسه ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
 (أربعة يحتجون يوم القيامة : رجل أصم لايسمع شيئا, ورجل أ حمق , ورجل هرم ورجل مات في فتره, فأما الأصم فيقول رب قد جاء الإسلام وما أسمع شيئا, وأما الاحمق فيقول: رب قد جاء الإسلام والصبيان يحذفونني بالبعر, وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا, وأما الذي في الفترة فيقول رب ما أتاني من رسول. فيأخذ مواثيقهم ليطيعوه , فيرسل اليهم ان ادخلوا النار , فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما) صححه الألباني وإبن القيم

وفي حديث الاخر يشترط النبي عليه الصلاة والسلام ان يسمع به الإنسان حتى يكون كفره سببا لدخول النار 
( والذي نفس محمد بيده؛ لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار)  صحيح مسلم


وهذا ما دفع الباحث الياباني المسلم الدكتور حسن كو ناكاتا  الاستاذ في كلية الالهيات بجامعة دوشيشا إلى بحثه الذي تناول إمكانية نجاة الاجداد في اليابان وكوريا على اعتبار أن حدود الدولة الإسلامية لم تصل في يوم من الأيام اليهم ولم يكن لهم اي سابق تعامل مع المسلمين في العصور السابقه ولو حتى عن طريق التجارة كما حدث مع اندونيسيا وماليزيا ,هذا بخلاف أن طبيعة هذه الشعوب هي الانغلاق والعزلة و حتى من جاء لأمتهم من انبياء ربما كان في ازمان قديمة لا نعرف اليوم عنها  اثار واضحه. والدكتور ناكاتا كان ينتقد تصرفات بعض جهلاء المسلمين الذين تعاملوا بكبر مع أهل اليابان وكأنهم يحملون مفاتيح الجنة بلا جدال (9)

وبعيدا عن كل النقاشات السابقة فآية واحدة تكفينا كل هذا وهي قوله تعالى:

(وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًۭا)  الكهف 49


 فياليتنا لا نتألى على الله وننازعه في حكمه وهو العزيز الحكيم..وأرجو من بلال فضل أن يعتذر لما فعله من فتنة آلاف الناس بأن قال على الله بغير علم ..هدانا الله للحق أجمعين.



تابعوا (مختصر تاريخ الحقيقة) أيضا على






















المصادر