الخميس، 27 أكتوبر 2011

صراع الفطرة والإلحاد



صراع الفطرة والإلحاد هو الصراع بين الحق والباطل , بين الحقيقة والسراب هو الصراع الذي يجسده.. سوبرمان !

فدائما كان هناك أنين داخل النفس البشرية يدفعها إلى القوة الأكبر إلى من تستطيع أن تناجيه في خلواتها وأن تستغيث به في أزماتها ,وهذا الأنين الفطري موروث ومغروس في أعماق النفس البشرية لم تستطع حتى المجتمعات الملحدة  التغلب عليه.

ففي الغرب الذي غيب فكرة الإله ظهرت الشخصيات الخارقة  كسوبرمان الذي يقبع خارج العالم ليظهر تماما في الوقت المناسب وعند الشدة لينقذ الناس فيحمل الطائرات وينتشل الغواصات مجيبا لصرخات من يستغيثون به بقوة وقدرة.

وفي الشرق الآسيوي نجد النماذج المصطفاه  أو المختارة (تشوزن ون) المقاتل الذي لا يقهر الذي إختارته الطبيعة أو أرواح الأسلاف لنصرة الخير والضعفاء .






صحيح أن هذه النماذج الخارقة هي مجرد خرافة لكنها تشي بكل تأكيد برغبة النفس الإنسانية في الأمان والسكينة  مع قوة قادرة حكيمة.. ومن حقنا أن نتسائل عن سر هذه الفطرة الموجودة في النفس البشرية في شتى بقاع العالم؟

والإجابة مباشرة نجدها في القرآن الكريم الذي أو أوضح أن هذه الفطرة مغروسة منذ أخذ الله العهد من كل البشر على وحدانيته وربوبيته و هم في عالم الذر قبل إنتقالهم إلى هذا العالم المادي وبقيت آثار هذا الميثاق منغرسة في فطرة الإنسان وغريزته حتى جاء إلى الدنيا ..فمن  الناس من هدي للإيمان ومنهم من تحورت وطمست فطرهم وإن ظلت تتوق إلى عهدها الاول يقول تعالى:

(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَفِلِينَ)  سورة الاعراف127  

وهذه الفطرة أيضا هي حقيقة موروثة منذ آدم عليه السلام فحقيقة وجود خالق لهذا الكون علمها آدم عليه السلام لأولادة وذريته وأنتقلت منهم عبر الشعوب وتوطدت من خلال الأنبياء والرسل تترى تذكر الأمم بالله وتدعوهم لتوحيده وطاعته قبل أن تحرف فطرتهم وتنطمس.




وهذه الفطرة هي إحدى عناصر الإجابة عن سؤال يكثر من الملحدين وهو لماذا كان الإيمان بالله بالغيب وليس بالشهادة؟


وهذا سؤال يماثل طالب في الثانوية أو الجامعة يتسائل لماذا لا آخذ الكتاب معي في قاعة الإختبار ؟؟

وقد يصح سؤاله لولا انه أعطي سنة كاملة بصحبة الكتاب للدراسة وشرح له المدرسون والأساتذة كامل الكتاب وكان عنده فرصة للسؤال والإستفسار وربما أخذ مجموعات تقوية أو دروس خصوصية!

ولله المثل الأعلى فواقعيا لم يتركنا الله هملا ولم يخلقنا عبثا وينسانا حاشاه سبحانه بل :

أولا: زررع في فطرتك ألوهيته ووحدانيته كما أسلفنا وجعلها صوتا صارخا داخلك وداخل كل البشر

ثانيا: منحك الله عقلا لتعرف القوانين التي خلقها فتستدل على وجوده من خلالها

ثالثا :أرسل الله لك الرسل بالبينات تترى وتتوالى لتؤكد على رسالة التوحيد وعبادة الله

رابعا: ترك فينا الآيات المعجزات في القرآن الكريم وفي بديع خلقه في السماوات والأرض

خامسا: أعطاك عمرا ومدة زمنية تتفكر خلالها وتراجع حساباتك وتخطيء وتتوب وتندم او تصر

فبعد كل هذا لا يكون لأحد حجة ويكون سؤالهم باطلا ولا محل له من الإعراب

وهاهي دلالات الفطرة تظهر في الحفاوة البالغة من الكبار والصغار بهذه الشخصيات الأسطورية التي صارت  مكونا ثقافيا أساسيا  في المجتمعات الملحدة ..بديلا عن الإله.


(وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ) الشورى 16 





تابعوا (مختصر تاريخ الحقيقة) أيضا على

هناك تعليقان (2):

  1. كلام منطقي ولكن الملحدين يعرفون ذالك لكنهم يستكبرون

    ردحذف