الخميس، 29 سبتمبر 2011

الرد على ستيفن هوكنج ونقد التصميم العظيم




مقدمة هامة 

في بدايات القرن العشرين كان الملحدون يشعرون بزهو عندما يناقشون المؤمنين لأن النظرية الفيزيائية التي كانت سائدة وقتها هي سرمدية الكون أي أنه بلا بداية أو نهاية فكانويزعمون أنه ليس بحاجة لخالق.. لكن كل هذا إنهارمع إكتشاف نقطة بداية الكون وإنهيار نظرية (الكون الثابت)(1) حيث ثبت أن لهذا الكون بداية لم يكن قبلها موجودا وهذه البداية هي التي بدأ عندها الزمان والمكان و تعرف ب(الإنفجار الكبير) ومنها إنطلق الكون من بيضة كونية عالية الكثافة والحرارة جدا جدا الى التوسع المستمر حتى يومنا هذا ويتوقف العلم البشري عند نقطة بعد حدوث الإنفجار الكبير بكسورضئيلة من الثانية ولا يعرف ماقبلها بحال أبدا ولايخضع إلا للخيال أوالحدس حيث يمكن القول أن منتهي العلم البشري هو10 -35 ثانية بعد الإنفجار الكبير(2)

وإكتشاف البداية أشار بوضوح لوجود قوة عاقلة حكيمة لا تخضع للزمان والمكان خلقت الكون من العدم ولذا فقد خاض كثير من العلماء الملحدين كفريد هويل وبويل صراعا مريرا ومحاولات مستميتة لطرح تفسير علمي بديل من أجل دحض بداية الكون غير أنها ذهبت كلها أدراج الرياح كما يحكي ستيفن هوكنج بعدما ثبت علميا حدوث الإنفجار الكبيربشكل نهائي بواسطة العالمان بنروز وهوكنج.(3)
لكن المفارقة أن خرج علينا ستيفن هوكنج نفسه بنهاية عام 2010 بكتاب (التصميم العظيم) ربما كان محاولة منه لإصلاح ما أفسده بالنسبة للملحدين زعم فيه أن الكون ليس بحاجة لخالق لأنه يستطيع خلق نفسه من العدم...وذلك من خلال نظرية كل شيء التي سماها النظرية إم.
Theory M

وبالطبع صاحب الكتاب ضجة إعلامية كبيرة ليس فقط لأن موضوع الكتاب يعيد حرارة النقاش بين الملحدين والمؤمنين ولكن أيضا لأن الكاتب له شهرة عالمية واسعة إكتسب جزءا كبيرا منها بسبب وضعه الصحي الفريد فهو مصاب بشلل رباعي منذ عدة عقود ولا يتحدث إلا من خلال برنامج كمبيوتر ورغم ذلك فهو أحد أهم الفيزيائيين المعاصرين... ونستطيع القول أن هوكنج نجح بالفعل نجاحا باهرا في حشد إهتمام غير مسبوق لكتابه فهاهو (دارون الفيزياء) قد ظهر.


نقطة بداية الكون كما إكتشفها العلم حوالي 13.7 بليون سنة لم يكن قبلها هناك زمان ولا مكان


عقيدة الكتاب ودوافعه..(الكبر ,الطموح والفلسفة)

من المهم أن نحاول فهم دوافع هوكنج وأهدافه من الكتاب قبل مناقشة محتواه حيث يحكي هوكنج في كتابه كيف كان الفيزيائي الفرنسي لابلاس يشعر بزهو وفخر بعد إكتشاف العديد من قوانين الفيزياء الكلاسيكية وكيف أنه إنبهر بدقة تحديد مواعيد الخسوف والكسوف وغير ذلك من الظواهر الكونية فقال لنابليون بونابرت (إن الكون ليس بحاجة لخالق) فما يحدث في الكون حتمي محكوم بالقوانين بل الكون كله كذلك (الحتمية العلمية).


لكن الحقيقة أن الإكتشافات العلمية تطورت وظهر عالم الذرة حيث تتصرف الموجات كجسيمات وتتصرف الجسيمات كامواج وهنا إنهارت الفيزياء الكلاسيكية وظهر عجزها فظهرت ميكانيكا الكم(الكوانتم) لتفسيرعالم الذرة وتبين أن هناك دائما قدر من عدم اليقين في نتائج القوانين فهي إذا إحتمالية وليست حتمية وفي نفس الوقت وضع ألبرت أينشتاين الأسس النظرية لعلم الحركة الجديد الذي يقوم على تداخل الزمان والمكان ونسبيتهما وكانت تعارض ميكانيكا الكم في عالم الذرة فكان من أقصى آمال العلماء الوصول لنظرية تدمج ميكانيكا الكم مع نظرية النسبية العامة (4) وهذه هي البداية التي إنطلق منها هوكنج للبحث عن نظرية موحدة...وربما للعودة للحتمية العلمية.
وهوكنج يصرح في بداية كتابه أن (الفلسفة قد ماتت) وأن هذا هو عصر العلم مما يبشر القاريء بأنه مقبل على فتح علمي جديد ويؤكد أن هذا الفتح العلمي سيكون على منهج دارون وملته فعليها يحيا وعليها يموت إذ يقول في كتابه ص132

(تماما مثلما فسر دارون ووالاس كيف أن التصاميم المعجزة المظهر في الكائنات الحية من الممكن أن تظهر بدون تدخل قوة عظمى فمبدأ الأكوان المتعددة من الممكن أن يفسر دقة القوانين الفيزيائية بدون الحاجة لوجود خالق سخر لنا الكون)

إذا فالنقطة الأولى أن الرجل في السبعين من عمره يطمح بوضوح أن يخلد إسمه في العالم بأي شكل فرغم أنه فيزيائي مميزلكن إسمه بكل تأكيد لا يقارب أسماء مثل نيوتن أو آينشتين (5) ولم يتح له فرصه في الحصول على جائزة نوبل لأن عمله في مجال الفيزياء النظرية غالبا لا يخضع للتجريب والإثبات : بمعنى أن كثيرا من أطروحات الفيزياء النظرية تاتي لمجرد سد فراغات العلم حتى لوكان إحتمال صحة النظرية معدوما لكنها أفضل من لاشيء حيث أن نقدها وبيان قصورها قد يساعد في فهم بعض الحقائق.
لكن المحزن أن طموح هوكنج لتخليد إسمه إختار مسارا معوجا ..فبدلا من أن يسير على خطى نيوتن أو كبلر..إختار أن يحذو حذو دارون في طرح كلام مثير للجدل يدغدغ المشاعر على حساب العقل والمنطق.



النقطة الثانية هي أننا نلمح رغبة هوكنج الملحة في الهروب من فكرة البداية الكونية بأي شكل فهو من صرح في كتابه الكون في قشرة جوز فقال:

(أن الفيزيائيين ينفرون غريزيا من فكرة أن يكون للزمان بداية أو نهاية) (6) 

لكن الواقع يقول أنها ليست الغريزة ولكنه كبرهوكنج فنقطة البداية أو النهاية تعني إنهيار قوانين الفيزياء والأطروحات العلمية مما يعني ببساطة أن الفيزيائيين خارج اللعبة وهوشيء يشعرهم بالعجز وقلة الحيلة بل والإحراج الشديد تماما كما يقول الفيزيائي الشهير ميشيو كاكو وزميله البروفيسور أندرو سترومنجرعند دراسة الثقوب السوداء التي تنهار داخلها كل القوانين الفيزيائية(7).
وكبرهوكنج يدفعه ليخالف كل منطق حين يحاول الوصول لنظرية علمية واحدة فقط تفسر كل شيء بل ويدفعه ليخالف نفسه فهو إستبعد من قبل وجود نظرية موحدة بل وأغلق موضوعها  في كتابه (مختصر تاريخ الزمن) ص13 فأشار لإستحالة الوصول لها.

النقطة الاخيرة هي فلسفة هوكنج (وفلسفة معظم ملاحدة الغرب) التي تصور وجود تعارض حتمي بين العلم والدين وهذا أمر يستغربه المسلمون لأن دينهم هو دين (إقرأ) ودين (وقل ربي زدني علما) ودين (قل سيروا في الأرض فأنظروا كيف بدأ الخلق)...ولكننا قد نفهم هذا العداء للدين من الخلفية المسيحية للغرب العلماني وتعارض الكتاب المقدس مع مكتشفات العلم (8)

فلا يمل هوكنج مثلا من السخرية من إفتراض علماء الكتاب المقدس أن عمر الكون 4000 سنة فقط...فيقول في كتابه الأخيرص43

 (إذا هل وضع الإله الحفريات القديمة التي عمرها يقدربملايين السنين ليخدعنا؟! ربما؟!)

 ويؤكد هوكنج فلسفته المغلوطة بزعمه أن المعجزات لا تتفق مع قوانين الطبيعة وبالتالي فهي مجرد أساطيرلم تحدث؟؟! مع أنها تسمى (معجزة) لأنها تخرق قوانين الطبيعة ووجود قوانين ونظام ضروري لتوضيح أنها معجزة..فلوكان الكون عشوائيا بلا نظام أو قوانين تصبح المعجزات بلا معنى.
وبعيدا عن محتوى الكتاب فهذه العقيدة أو التوجه الذي يختلط فيه الطموح والكبرمع الفلسفة كلف هوكنج نقدا لاذعا من العلماء والكتاب على حد سواء ربما كان النقد الأكثر طرافة لموقع مسيحي شهيركتب مقالا إستلهم عنوانه من سفر التكوين فقال:


في البدء كان هوكنج...والمنطق إنتهى (5)

ثم شرع الكاتب في شرح كيف أن هوكنج في نهاية حياته يحاول التخلص من وجود الله بأي شكل وبأي ثمن ليبني مجدا شخصيا وليشبع جوع الملاحدة ويطمئنهم بأن خطاياهم لا شيء...وهم يتابعونه كالببغاوات بغض النظر عن محتوى كلامه. 
وقد يقول البعض أن هذا فيه تجن على الرجل وأن هدفه من الكتاب هو العلم وليس الشهره الزائفة والمجد المزعوم ولذا فلنستمع لتعليق أحد كبار الفيزيائيين في العالم وهو البروفيسور راسل ستانارد المنشور في الجارديان(9) إذ يقول:


(إن فلسفة –هوكنج- هوتحديدا ما أعارضه فهي كما وصلتني مثال واضح على التعالم – ساينتزم- فطرح أن العلم هو مصدر المعلومات الوحيد وأننا لدينا فهم كامل لكل شيء هو هراء بل وهراء خطير أيضا فهو يشعر العلماء بالكبر والغرور بشكل مبالغ فيه)


ربما يقول قائل ولكن إذا كان هوكنج جاء بالجديد علميا فلماذا نهاجمه؟؟

 المفاجأة الكبرى هي أن هذا الكتاب لم يأت بجديد علميا!! فهو يجتر معظم ماقاله في كتبه السابقة ويتناول نظريات معروفه ومتداولة منذ زمن مثل (الاكوان المتعددة) و (نظرية الاوتار) ونسختها المطورة (النظرية إم) أو كما قال عنها نظرية كل شيء...ربما كان الشيء الجديد هو تصريحه بأن الكون قادر على خلق نفسه وحشد كتابه بكلام عن تاريخ العلم والنظرات الفلسفية التي تعجب العوام تماما كما تعجبهم الرسومات الكرتونية التي ملأت الكتاب الذي يخلو تماما من المراجع العلمية كما يخلو أيضا من أي معادلة رياضية أو فيزيائية؟!...مما يؤكد مرة أخرى أن دعواه ليست بالفعل إلا توظيف لرغبتة الجامحة للقيام بزلزال إعلامي بحثا عن مكانة تاريخية سوبرمرموقة بغض النظر عن إمتلاكه مفرداتها أم لا

ملاحظة: تفترض نظرية الأوتار أن الماده لاتتكون من جسيمات ولكن من أوتار دقيقة جدا..وأن الكون له أحد عشر بعدا لكننا لاندركها لتناهيها الشديد في الدقة.


هوكنج وكاتبه العلمي ملدناو

مناقشة محتوى الكتاب وموضوعه


ملخص كلام هوكنج  لخصه في جملة ص 142:

(طالما أنه يوجد قانون كالجاذبية, فالكون يستطيع وسيقوم بخلق نفسه من لاشيء...الخلق التلقائي هوسبب وجود شيء بدلا من لاشيء... ليس لازما أن نقحم إلها ليبدأ عمل الكون)


ويفرض هوكنج أن تموجات الكوانتم (أي أقل مقدارممكن من الطاقة يمكن أن يوجد منفردا) يؤدي إلى خلق أكوان متعددة بأعداد كبيرة لا يدركها العقل البشري بعضها سينكمش على نفسه وينهار على نفسه وهو في مرحلة ميكروسكوبية ضئيلة ولكن غيرها الكثيرسيتكون ويكبرو بالتاكيد سيصادف في أحدها وجود بيئة وقوانين تصلح لتطور الكون إلى ما هو عليه ومن ثم نشوء الحياة وتطورها كما حدث في حالتنا وعليه فوجودنا ليس معجزة بل مجرد أحد الإحتمالات الحادثة في الأكوان المختلفة


و يفسرهوكنج هذا الكلام في إحدى محاضراته فيقول:

 (سيستعير الكون الطاقة اللازمة لخلق المادة من قوي الجاذبية... وبالطبع كلامي مجرد نظرية أو فرض لايمكن إختباره و قد تدعمه المشاهدات لكن بالطبع لن يمكنها إثبات صحته...إننا نعلم تماما أن بداية الكون والزمان الحقيقي هو الإنفجار الكبيروعليه فما قبل الإنفجار الكبير هو شيء خارج نطاق قوانين الفيزياء...ولكن لنفرض أن هناك زمن خيالي كان قبل الإنفجار الكبير ولنفرض أن الكون في هذا الزمان الخيالي مغلق على نفسه فهو محدود ولكن لانهاية له أو حد تسقط خارجه (مثل سطح الكرة).. في هذه الحالة نستطيع تطبيق قوانين الفيزياء (كقانون الجاذبية)) (3)

وكلام هوكنج هو محاولة يائسة وربما أخيرة لإحياء (نظرية الكون الثابت) أو سرمدية الكون مرة أخرى ولكن بنيولوك يحاول ألا يتعارض مع (الإنفجار الكبير هروبا من فكرة بداية الكون لكن هذا الطرح الهش أو الحشرجة الأخيرة للإلحاد يعاني من عدة مشاكل قاتلة تقوضه من أساسه

أولا : من خلق الجاذبية؟ من خلق قانون الجاذبية؟ أن نظرية هوكنج وأطروحاته لاتفسر سبب وجود قانون كقانون الجاذبية؟ ولاتفسر من خلقه ومن أوجده؟  وعندما تفتش كتاب هوكنج من أوله لآخره وحواراته كلها لن تجده يبرر ذلك إلا بحتمية وجود القوانين! ولا أدري هل الإيمان بأي شيء ممكن إلا الإيمان برب العالمين؟ ولماذا إذا يعارض هوكنج من يقول بحتمية وجود الله ويكرر في كل كتبه سؤال من خلق الله ؟!... أنظرمقال (سؤال من خلق الله) (11)


ثانيا : لو فرضنا حتمية وجود القوانين ..فيجب أن نفهم أن القانون نفسه ماهو إلا تعبير رياضي عن ما يحدث في الطبيعة ولكنه لا يعمل تلقائيا فلا بد من وجود مشغل ولابد من وجود المادة او الطاقة أو المجال أو الشيء الذي ينطبق عليه القوانين فمن أوجد كل هذا؟!  إن قوانين نيوتن للحركة مثلا لن تحرك كرة البلياردو بدون وجود لاعب -مشغل- يضرب الكرة ووجود الطاولة لتجري عليها فضلا عن وجود الكرة نفسها(13).. وسنفهم ذلك لاحقا في تعيقات العلماء.


ثالثا : العلم أثبت وبوضوح أن هناك بداية للزمان والمكان كانت مع الإنفجار الكبير وهذا ما يفهمه كل البشرفلماذا نحيد عن المثبت الواضح لنغرق في الخيال العلمي والإفتراضات الخرافية بعد الإفتراضات من نوع الزمن الخيالي والكون المغلق على نفسه الغير واضح المعنى لمجرد سد فراغ العلم فيما قبل الإنفجار الكبير..بل إن هوكنج نفسه قال في كتاب ( مختصرتاريخ الزمن) أن نظرية الأوتار تكاد تتساوى مع القول بأن الكون محمول على ظهر سلحفاة -كما زعمت سيدة من الجمهور- فكلاهما بلادليل يمكن إثباته.




رابعا : النظرية إم عمليا غير موجودة أصلا, فلا توجد معادلة رياضية واحدة للتعبير عنها وكل ما يفعله هوكنج أن يبشرانها ستكون كذا وكذا (يقول هذا الكلام منذ 30 عاما) هكذا مجردا من المرجع او الدليل مما دفع البعض لوصفه  ب (نبي ملحد)!!
وواضح أن دافع هوكنج لذلك هو الصراع في داخله بين تخاريف الأديان المحرفة والأدلة العلمية التي تشير لوجود خالق فلم يستطع عقله التوفيق بينهما فخلص أنه لابد ان العلم سيأتي بشيء ينفي وجود الخالق...فلايمكن لخالق أن يقول هذه الخرافات (الناتجة عن التحريف). وواضح أن هذا توجه فكري مغلوط وليس علما.


خامسا : إستحالة إثبات نظريته حتى لو إكتملت نظريا ..فستظل غير قابله للإثبات عمليا  لا الآن ولا في المستقبل فإثباتها مستحيل وهذا ما لاينكره هوكنج نفسه لذا تجد كتابه مملوءا بعبارات مثل (هذا ما يؤمن به) أو (يعتقده) , فمثلا فقط تأكيد وجود الأوتار أو الأغشية طبقا للنظرية إم يحتاج إلى جهازمصادم جزيئي بحجم عشرات الآلاف من السنين الضوئية, ولنفهم ضخامة مانقول فالمجموعة الشمسية بالكامل تمثل يوم ضوئي واحد(10), فنحن بحاجة لمصادم بحجم مجرة (9) ومجرتنا مثلا للعلم بها حوالي 4 بليون شمس كشمسنا! 

سادسا: لاتفسر نظريته بحال سبب وجود البشر والحياة على الأرض اللهم إلا بالإحالة على نظرية اخرى أكثر إهتراءا وتهاويا ألا وهي نظرية النشوء والإرتقاء (التطور)...وعليه فستظل الحياة لغزا بل وطلسما لا حل له بعيدا عن الخالق.


سابعا : تناقض كلامه فهو مرة يقول أن الكون خلق من العدم ثم يعود ليتحدث عن زمن خيالي وقوانين ومن ثم تموجات الكوانتم ولا أدري كيف نسمي كل هذا عدما؟ صحيح اننا لا نؤمن بكلامه لكنه ليس حتى خطأ فقط بل ومتناقض أيضا...لكن يبدو أنه يقصد فراغ الكوانتم وهو بالطبع ليس عدما..لكن من أوجده؟!

ثامنا : وجود الأكوان المتعددة هو أمر خرافي أو في أحسن أحواله ميتافيزيقي لا يمكن إثباته أو إختباره بل هو طرح هوكنج الفلسفي المجرد من أي دليل , يقول البروفسور جون بولكنجهورن أهم أهم علماء الفيزياء النظرية

( إنها -الأكوان المتعددة – ليست فيزياء إنها في أحسن الأحوال فكرة ميتافيزيقيه ولا يوجد سبب علمي واحد للإيمان بمجوعة من الأكوان المتعددة...إن ماعليه العالم الآن هو نتيجة لإرادة خالق يحدد كيف يجب أن يكون ) (12) (13)


وليعذرني القاريء في إفتراض صحة نظريته في النقاط التالية من باب الجدل المجرد لتوضيح تهافت كلامه.

تاسعا : من أوجد النظام المغلق الذي يزعمه فمهما كانت الآلية أو القانون أو الطاقة أوالميكانيزم أوالتموج أو النظام أوالشيء ..إلخ الذي ذكره (أو سيذكره) فوجوده بحد ذاته دليل على جود خالق فمن الذي أوجد هذا الشيء...وهي بديهة يحاولون دوما تشتيت الإنتباه عنها بالإغراق في الميكانيزمات والآليات أي الكيفية بعيدا عن السببية
(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ ) سورة الطور 35-36




عاشرا: هوكنج يريد تحويل الموضوع لنقاش فلسفي بحت بطرح إفتراض غير ممكن الإثبات مثل وجود العديد من الأكوان حيث يكون كل شيء قابل للحدوث فمن جهة يكون تناسق الكون ونظامه البديع ليس دليلا على الخالق بل مجرد صدفة ضمن الإحتمالات العديدة وما نراه إبداعا هو حتمية لأن غيابه يعني أننا لم نكن لنكون موجودين لنتأمله. ومن جهة أخرى يفقد الإنسان وضعه المميز الذي تفترضه الأديان.

والإجابة عن النقطة الأولى هي أن مجرد وجود الكون (أو الأكوان التي يزعمها) من العدم هو المعجزة المبهرة!
والمسألة ليست مجرد صدفة بل مليارات المليارت المليارات من الصدف التي تتآلف وتتآزر جميعا لصالح الإنسان فأي عقل يقول هذا؟ إنها نفس عقلية دارون ومدرسته التي ناقشناها  بإفتراضات أبسط توضح إستحالة ما يقول مثل أن قردا على كمبيوتر بعد مليار سنة من الكتابة على الكمبيوتر قد يخرج بقصيدة لشكسبير من ضمن كتاباته..أوأن إعصارا جارفا يشتت مواقع الخردة كلما مرعليها منذ آلاف السنين ولكنه في إحدى المرات صنع طائرة بوينج 747!

وفي هذه الحالة فالإيمان بمعجزات الأنبياء التي يسخر منها أيسر وأقرب للعقل والمنطق مما يطرحه...وربما إستشعاره الحرج من هذه الحقيقة دفعه للإقرار والتسليم بأن نظريته تقول أن الكون قد لايحتاج خالق لكنها في نفس الوقت   لا يمكنها أن تنفي وجود الله (14)

 ورغم ذلك فربنا سبحانه وتعالى يقول (ويخلق ما لا تعلمون) فهذه الأكوان أيضا على تنوعها – إن وجدت-  فهي من إبداع الخالق بديع السموات والأرض الذي كان ومازال وسيظل خالقا عليما ..وهوكنج مشوش الذهن إذ يتصور أن مهمة الخالق فقط  هي إطلاق شرارة بدء الكون ويقول ربنا

﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ﴾ (فاطـر‏:41)

أما النقطة الثانية فمن قال أن الكون كله خلق للإنسان فقط..بل دعنا نفرض أن كل كواكب الكون صالحة للحياة ومأهولة بمخلوقات عاقلة لانعلمها فلا يمكن القول حينها إلا سبحان الذي سخر الكون لمخلوقاته وجعل لكل منها هدفا وغاية ووسائل مختلفة للحياة
..
 (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)(طه:50)


بل وبالفعل نعلم مخلوقات عاقلة غيرنا كالجن والملائكة


(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً )الإسراء44 

وأعتذر مرة أخرى للقاريء عن النقاط الأخيرة الفلسفية ولكنها لتوضيح هدف الكتاب فبعيدا عن المجد الشخصي لهوكنج الهدف هو فتح نافذة للملحدين ليقولوا أنه طبقا لفيزيائي كبير فربما لم تكن هناك بداية للكون وربما لم يكن هناك خالق....فقد أوضحنا فيما سبق بل وأقر هوكنج نفسه بإستحالة نفي وجود خالق للكون حتى لو كانت نظريته الخرافية صحيحة


تعليق العلماء على كتاب التصميم العظيم


- روجرزبنروز الفيزيائي الشهير الذي أثبت مع هوكنج حدوث الإنفجار الكبيريقول

(على عكس ميكانيكا الكم فإن النظرية إم لاتملك أي إثبات مادي إطلاقا) (15)
-

البروفيسور باول ديفيز الفيزيائي الإنجليزي كتب في الجارديان منتقدا هوكنج بشدة 

( تبقى القوانين المطروحة غير قابلة للتفسير!! هل نقبلها هكذا كمعطى خالد؟ فلماذا لانقبل الله؟ حسنا وأين كانت القوانين وقت الإنفجار الكبير؟ إننا عند هذه النقطة نكون في المياه الموحله) (15)
-
الفيزيائي وعالم الفضاء مارسيلو جليسر يقول
( إدعاء الوصول لنظرية نهائية يتنافى مع أساسيات وأبجديات الفيزياء والعلم التجريبي وتجميع البيانات , فنحن ليس لدينا الأدوات لقياس الطبيعة ككل فلا يمكننا ابدا أن نكون متاكدين من وصولنا لنظرية نهائية وستظل هناك دائما فرصة للمفاجآت كما تعلمنا من تاريخ الفيزياء مرات ومرات . وأراها إدعاء باطل أن نتخيل أن البشر يمكن ان يصلوا لشيء كهذا..أعتقد ان على هوكنج أن يدع الله وشأنه) (15)

- الفيزيائي بيتر ويت من جامعة كولومبيا
 ( لست من أنصار إدخال الحديث عن الله في الفيزياء لكن إذا كان – هوكنج- مصرا على دخول معركة الدين والعلم فما يحيرني هو إستخدامه لسلاح مشكوك في صلاحيته أو فاعليته مثل النظرية إم) (15)

-جريدة الإيكونومست أفردت حديثا عن كتاب هوكنج ووصفت كلامه بالغير قابل للإختبار..مضيفة

(يبدو أن الفلسفة حلت محل العلم ) (15)

-الطبيبة والعالمة البريطانية الرائدة سوزان جرين فيلد قالت
(بالطبع يمكنهم ان يدعوا ما يشاؤون , لكن عندما يستخدم طريقة حركة طالبان بأن يدعي بأن لديه كل الحقائق والإجابات فهذا يشعرني بعدم الارتياح) (15)
-
ويليام كريج الفيلسوف الأمريكي يقول  ساخرا

 (لاشيء جديد علميا في هذا الكتاب بالمره ولكن نقاش فلسفي بحت خصوصا في الثلث الأول وهو شيء غريب اذا علمنا ان هوكنج في اول صفحة من كتابه يقول ان الفلسفة قد ماتت) (16)

- فيلسوف الفيزياء كريج كالندر في جامعة كاليفورنيا يقول ساخرا

( منذ ثلاثين عاما صرح هوكنج بأننا على اعتاب نظرية كل شيء بحلول عام 2000 وحتى الآن في عام 2010 ...لاشيء!! ...لكن لايهم فهوكنج رغم ذلك قرر أن يفسرسبب الوجود بالرغم من عدم وجود النظرية!...إن ما يتحدث عنه هو مجرد حدس غير قابل للإختار أبدا) (17)

- ستيفن هوكنج (نفسه!) قال تعليقا على النظرية إم :

(محاولة فهم الفيزياء والرياضيات لا نهاية لها أبدا) (18)

- راسل ستانرد العالم الفيزيائي الشهير

(نظرية الأوتار تحتاج لمصادم هيدروني بحجم مجرة لإختبارها وهذا غير ممكن...حسنا لو قلنا - طبقا للنظرية إم - ان الكون خلق نفسه فمن أوجد النظرية إم؟ ومن أوجد القوانين الفيزيائية الخاصة بها؟...ورغم ذلك فلاتوجد لها معادلة فيزيائية حتى الآن! أطلب منهم أن يكتبوا معادلة فيزيائية ...لن يفعلوا لانهم ببساطة لايمتلكونها (9)

دون بيج الفيزيائي الكندي الذي كان تلميذ هوكنج وشاركه في كتابة ثمان ورقات علمية يقول :

 ( أتفق بكل تأكيد مع القول بأن حتى لوتمكننا من الحصول على صياغة كاملة للنظرية إم وثم ثبتت أيضا صحتها فهذا لا يتضمن أبدا أن الله لم يخلق العالم) (13)


فرانك كلوز الفيزيائي بجامعة أوكسفورد

(النظرية إم غير معرفة حتى وقيل لنا أن لا أحد يعرف على ماذا يرمز الحرف (إم) ربما من كلمة ميث (أي أسطورة) إنها لا تضيف شيئا في الحديث عن الله) (13)



العالم جون بترورث الذي يعمل في مصادم الهادرون بسويسرا  يقول :

(النظرية إم  خارج نطاق العلم ) (13) (19)


-محمد باسل الطائي أستاذ الفيزياء الكونية بجامعة اليرموك بالأردن يقول:

(قوانين الفيزياء على الحقيقة بحاجة الى مشغل... هذا ما نتعلمه من ميكانيك الكم فجميع الصياغات القانونية في ميكانيك الكم تتخذ الصياغة الرياضية الإجرائية Operator formulationوهذه الصياغة تخفي في مضمونها وجود المُشغل. من جانب آخر فإن جميع الفيزيائيين الدارسين لميكانيك الكم يعلمون أن الصفة المؤسسة لميكانيك العالم وظاهرات العالم هي الصفة الإحتمالية وليست الحتمية أي أن نتائج فعل قوانين العالم (القياسات) ليست حتمية بل هي احتمالية... هذه الحقيقة تغيب عن عقل واينبرغ وعن عقل هوكنج حين يتحدثون عن الله) (4)




د.هاميش جونستون محررموقع عالم الفيزياء يعبر عن خوفه من تأثر الدعم الحكومي للبحث العلمي في بريطانيا تبعا لتصريحات هوكنج فيقول :


 (توجد فقط مشكلة صغيرة وهي ضحالة الدليل التجريبي للنظرية إم .بمعنى آخر فهناك عالم كبير يخرج بتصريح للعامة يتحدث فيه عن وجود الخالق إعتمادا على إيمانه بنظرية غير مثبته  ...  إن الفيزياء بحاجة لدعم العامة حتى لاتتأثر بتخفيض النفقات وهذا سيكون صعبا جدا إذا ظنوا أن معظم الفيزيائيين يقضون وقتهم في الجدال عن ما تقوله نظريات غير مثبته عن وجود الخالق) (20)



- الصحفي العلمي جون هورجان كتب مقال بعنوان (البهلوانية الكونية) وصف النظرية إم التي يعتمد عليها هوكنج بالحثالة وقال (هوكنج نفسه قال بإستحالة إختبار نظريته...أن تضع نظرية لكل شيء فأنت لديك لاشيء...إن يكون خلاصة بحثه هو النظرية إم الغير قابلة للإثبات ..إننا نخدع انفسنا إن صدقناه) (10)

- بروفيسورالرياضيات جون لينوكس أسهب في نقد هوكنج (13) (21) :

(إن قول أن الفلسفة قد ماتت خطير جدا خصوصا عندما لا تتوقف أنت نفسك عن إستخدامها ...ولأن هوكنج لديه فهم مغلوط لكل من الفلسفة والدين فهو يريدنا أن نختار بين الله وقوانين الفيزياء!... إن القوانين الفيزيائية لايمكن أن تخلق شيئا فهي مجرد الوصف الرياضي للظواهر الطبيعية...فقوانين نيوتن للحركة لن تدفع كرة البلياردو على الطاولة بدون لاعب يضربها فالقوانين لن تحرك الكرة فضلا عن خلقها...إن ما يقوله هو خيال علمي بحت...من أين جاءت الخطة الكونية التي تحدث عنها هوكنج؟ إنها ليست من الكون فمن جعلها تعمل إن لم يكن الله؟...إن محاولة العلماء الملحدين الهروب من فكرة الخالق يجعلهم يعزون الوجود لأشياء أقل مصداقية كالطاقة والقوانين أوالكتل!...بالنسبة لي كلما زاد فهمي للعلم كلما زاد إيماني بالله لتعجبي من إتساع وتعقيد وتكامل خلقه)  ثم شرح كيف آمن عمالقة العلماء عبر التاريخ بوجود خالق عظيم لهذا الكون فقال(إسحق نيوتن بعدما إكتشف قانون الجاذبية وألف أهم كتاب علمي في التاريخ (برينسيبا ماثيماتيكا)   قال إنه يأمل أن يساعد أصحاب العقول (أولى الألباب) أن يؤمنوا بالله... وكانت قوانين آينشتين الرياضية مثار إندهاشة الدائم وإيمانه بوجود قوة حكيمة جبارة خلف هذا الكون (وإن لم يؤمن بإله الكتاب المقدس)... وآلان سانداج المعروف بالأب الروحي لعلم الفلك الحديث الحائز على أرفع الجوائز قال أن الله هو التفسير لمعجزة الخلق)


    الدكتور زغلول النجار ألمح أن هوكنج يعاني من إضطراب وتشوش وقال :

(إذا كان هناك قانون للجاذبية فمن الذي وضعه وأوجده؟) (22)



خاتمة و ملاحظة أخيرة على الكتاب 


المتابع لكتب هوكنج يلاحظ أنه يتخبط فكلما قاده بحثه إلى وجود خالق للكون  إصطدم بأساطير الاديان الوثنية وتصادم الكتاب المقدس مع العلم فينكص على عقبيه إلى الفلسفة الإلحادية وهكذا دواليك وقدإستعرض هوكنج عبر كتابه الأخير قصص الخلق عند شعوب العالم بداية من ديانات وثنية ربما لايدين بها أحد الآن في أدغال أفريقيا وصحاري أستراليا ومرورا بديانات لشعوب أمريكا اللاتينية والهنود الحمر وشعوب آسيا وإنتهاء بقصة الخلق كما وردت في الكتاب المقدس وأخذ بالطبع في السخرية منها تورية وتصريحا لمخالفة تفاصيل هذه القصص للعلم وإمتلائها بأساطير مضحكة...واتخذ من ذلك ذريعة للقول بأن الدين لا أمل فيه ولا فائدة منه ...لكنه نسي شيئا بسيطا..

 نسي دينا يدين به مليار ونصف المليار إنسان, نسي ثاني أكبر دين في بلده بريطانيا(23) نسي دينا يتوافق مع العقل والعلم والفطرة السوية..لكن هل بالفعل نسي د.هوكنج الإسلام (1)؟

أترك لكم التعليق


{مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} الكهف 51

تم بحمد الله وتوفيقه


(مختصر تاريخ الحقيقة) على الفيسبوك ...تابعونا

www.facebook.com/bh.truth




References


1-http://www.facebook.com/bh.truth#!/note.php?note_id=231044850259509
2-  http://en.wikipedia.org/wiki/Time
3-http://www.hawking.org.uk/index.php/lectures/publiclectures/62

4- http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=231582

5-http://atheismexposed.tripod.com/hawkinggoneastray.htm

6-    الكون في قشرة جوز –النسخة العربية - طبعة عالم المعرفة  صفحة 35

7-http://www.youtube.com/watch?v=wHHz4mB9GKY&feature=related

8- http://www.facebook.com/bh.truth#!/note.php?note_id=214079191956075

9- http://www.guardian.co.uk/technology/2010/sep/12/russell-stannard-my-bright-idea

10- http://www.scientificamerican.com/blog/post.cfm?id=cosmic-clowning-stephen-hawkings-ne-2010-09-13

11- http://www.facebook.com/bh.truth#!/note.php?note_id=231197773577550

12-John Polkinghorne, One World(London: SPCK, 1986), 80.

13-http://www.rzim.org/justthinkingfv/tabid/602/articleid/10745/cbmoduleid/881/default.aspx

14-http://abcnews.go.com/GMA/Books/grand-design-stephen-hawking/story?id=11568556&page=3

15-http://en.wikipedia.org/wiki/The_Grand_Design_(book)

16- http://www.youtube.com/watch?v=OSYmBsGIeT8

17-http://www.newscientist.com/blogs/culturelab/2010/09/stephen-hawking-says-theres-no-theory-of-everything.html

18- http://en.wikipedia.org/wiki/Introduction_to_M-theory
19- As quoted in Hannah Devlin,“Hawking: God did not create Universe,”The Times (4 September 2010).

20- http://physicsworld.com/blog/2010/09/by_hamish_johnstonstephen_hawk.html

21- http://www.youtube.com/watch?v=2Eajt5e7MUM&feature=related

 22-http://www.mbc.net/portal/site/mbc/menuitem.dacbdb8ae4b6e130bb8d2892480210a0/?vgnextoid=1fd94b041793b210VgnVCM1000008420010aRCRD&vgnextchannel=e5397fb9d32ee010VgnVCM100000f1010a0aRCRD&vgnextfmt=MShowArticleDetails 


23-http://en.wikipedia.org/wiki/Islam_in_the_United_Kingdom



أنظر أيضا نقد لتناول الإعلام العربي لكلام هوكنج على الرابط


http://alfalq.com/2271/%D8%AF%D9%88%D9%83%D9%86%D8%B2-%D9%88-%D9%87%D9%88%D9%83%D9%86%D8%AC-%D8%A3%D8%A3%D9%83%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D8%AF%D8%A9-%D8%AE%D9%8A%D8%B1-%D8%A3%D9%85-%D8%A5%D9%84%D9%87

إنهيار الإلحاد - الجزء الثالث - الإسطورة




يزعم الملحدون أن عدم وجود اثبات أو سند تاريخي لقصص الانبياء  المذكورة اسمائهم في الإسلام والمسيحيه واليهوديه مثل نوح و يوسف ويعقوب  وموسى وعيسى.. هو سبب كافي لعدم الإيمان بهم وإعتبار قصصهم أساطير وخرافاتوهذا هو الزعم الأول
 ثم مالبث هذا الزعم أن تغير بعدما بدأت آثار النبوة في الظهور من خلال الآثار والحفريات  التي تشي بما يشبه قصص الكتاب المقدس والقرآن الكريم حيث اقالوا أن اليهودية والنصرانية هي تطور عن أساطير الوثنيات القديمة وأن الإسلام بدوره هو تطور عنهما وهذا هو الزعم الثاني ..حيث أدرجوا قصص القرآن والإنجيل تحت مايعرف بعلم الأساطير أو الميثولوجي

وفي موضوعنا هنا نتناول الزعم الأول ونفنده بسرعه قبل أن ننتقل بحول الله لتفنيد الزعم الثاني في موضوع آخر كامل بعنوان (وهم الميثولوجي عند القمني وملهميه)





والرد على الزعم الأول ببساطة و التفسير البديهي لذلك هو أن وجود الأنبياء السابقين  كان في أزمان سحيقة , شديدة القدم  وفي وقت كان التدوين المنتظم وكتابة التاريخ أمرا غير سهل أو متداول, ومع ذلك فالواقع المفاجيء أن هناك بالفعل آثارتاريخية معتبره لهؤلاء الأنبياء – غير  الكتب والروايات الدينية.
وكمثال لذلك نجد في المتحف المصري بالقاهرة (لوح مرنبتاح) أو (لوح اسرائيل) ومعلوم أن إسرائيل هو سيدنا يعقوب وبنو إسرائيل هم ذريته واللوح هو لوحة تذكارية منقوشة على الجرانيت الأسود مكتوب عليها قصيدة تسجل انتصارات الفرعون مرنبتاح على باقي الأمم والشعوب المعادية كالليبيين و بنو اسرائيل ومن أبيات القصيدة

   وإسرائيل خربت وليس لها بذر
 أي هلك نسلها وذريتها وهو وصف يوضح مدى العداء المتأصل بين الفراعنة وبني اسرائيل , مما جعل بعض الناس يعتقد أن مرنبتاح هو فرعون الخروج الذي طارد موسى وغرق, غير أن البحث الدقيق الذي قام به عالم الآثار المصرية الدكتور رشدي البدراوي يثبت بأدلة قوية جدا بل وقاطعة أن فرعون الخروج هو رمسيس الثاني والد مرنبتاح ويمكن الرجوع لبحثه في هذا الأمر, غير أن اللافت في هذا الأمر أن رمسيس الثاني ينطبق عليه وصف القران بنجاة بدنه بعد موته ليكون آية للناس, بينما يقول الكتاب المقدس عند النصارى أنه غرق وانتهى الأمر, بل وتكاد المومياء الخاصة برمسيس الثاني في المتحف المصري تقول صارخة نعم أنا هو, أنا فرعون موسي , فهي المومياء الوحيدة التي ترفع يدها لأعلى , ويبدو أنها في حالة التيبس العضلي التي حدثت له عند وفاته وتم تحنيطه عليها , والدكتور البدراوي يتوقع أنه كان يحمل الدرع الخاص به ففاجأته الموجة العاتية عند انطباق البحر عليه فحاول دفعها عنه باستخدام درعه في رد فعل غريزي ثم مات على ذلك, والله أعلم







 ويتحدث الدكتور رشدي البدراوي عن قلة الاثار التي تناولت موضوع بني اسرائيل فيقول:
(يبدومن الغريب صمت الآثار المصرية التام عن هذا الموضوع الخطير – موضوع بني إسرائيل وموسى – مع ما هو معروف عن الكتابات المصرية – على جدران العابد والآثار – من دقتها في تسجيل الأحداث ويعلل (سميث) سكوت الآثار المصرية عن قصة الخروج – أي خروج بني إسرائيل من مصر – بأنها من وجهة النظر المصرية الفرعونية لا تزيد عن كونها فرار مجموعة من العبيد من سادتهم المصريين وما كانت هذه بالحادثة التي تسجل على جدران المعابد أو التي تقام لها الآثار لتسجيلها (1) كما أنه من المؤكد أن هذه التسجيلات لم تكن   – كما نقول بلغة عصرنا – صحافة حرة تسجل الأحداث كما وقعت – بل لا بد كانت تحت رقابة صارمة من الفراعنة فلا تسجل إلا ما يسمح به الفراعين أنفسهم ويكون فيه تمجيد لهم ولما كان الفراعنة يدّعون أنهم من نسل الآلهة فليس من المتصور أن تسجل على المعابد دعوة موسى لإله أكبر هو رب العالمين، كما أنه من غير المعقول تسجيل فشل الفرعون في منع خروج بني إسرائيل فضلاً عن غرقه أثناء مطاردتهم، إذ أنها أحداث يجب فرض تعتيم إعلامي كامل عليها وعلى كل ما يتعلق بها والعمل على محوها من ذاكرة الأمة وهو أمر غير مستغرب بل ويحدث في أيامنا هذه وكم من حقائق عملت الرقابة والمخابرات على إخفائها بالكامل عن الشعوب!) (2) 



وهناك أمثله مختلفة على  قصص الانبياء  فهناك اوراق البحر الميت وأناجيل نجع حمادي التي تحدثت عن المسيح عيسى عليه السلام وهي أوراق ضاربة في عمق التاريخ .. وبغض النظر عن التباين في الرؤى والعقائد وتفاصيل القصة فشخص المسيح كان موجودا وهذا هو المهم إثباته...بل ولم نذهب بعيدا وعندنا خاتم النبيين محمد عليه الصلاة والسلام فهاهي الكعبة بمكة وهاهو القبر الشريف للنبي محمد عليه الصلاة والسلام موجود اليوم بالمدينة المنورة, ومن يبحث في هذا الموضوع يجد المزيد والمزيد.




بل والمعجزات المعاصرة بين ايدينا..بئر زمزم التي يرتوي منها عشرات الملايين كل عام منذ أكثر آلاف السنين..ماهذا الإعجاز بئر في قلب الصحراء في واد غير ذي زرع وتسقي مليارات البشر ولاتنضب ولا تجف ولم لا وهي بئر مباركة تفجرت تحت قدم نبي
وبضربة ملك هما إسماعيل وجبريل عليهما السلام





بل هاهي المعجزة اكبرى الباقية بين أيدينا (القرآن الكريم) وهي معجزة تشريعية وبلاغية وتاريخية وعلمية فسبحان الله العظيم إذا فالزعم الأول زعم متهافت لايستحق الإطالة فيه أكثر من ذلك.


(مختصر تاريخ الحقيقة) على الفيسبوك ...تابعونا

www.facebook.com/bh.truth







References

1- J.W. Smith, God & man in Early Israel. P38

2- www.55a.net
نقلا عن كتاب موسى وهارون عليهما السلام من هو فرعون موسى؟ الدكتور رشدي البدراوي الأستاذ بجامعة القاهرة.


إنهيار الإلحاد - الجزء الثاني - الكون الثابت




ادعى بعض الناس أن هذا الكون أزلي لابداية له ولا نهاية للهروب من فكرة وجود خالق للكون, وحتى بداية القرن العشرين كانت هذه الفكرة هي السائدة والمقبوله في الأوساط العلمية وتدعمها الايديولوجيات الإلحاديه الموجودة في العالم كالشيوعية والعلمانية وغيرها..وكم إستلهمت أفلام مصاصي الدماء هذه الفكره فصورت ليلا ونهارا سرمديا لاينتهي.

لكن هذه النظرية انهارت تماما بنهاية القرن نفسه ففي العشرينيات من القرن الماضي اكتشف الفلكي هابل تباعد النجوم عن بعضها البعض وعن الارض كذلك, وقد اكتشف ذلك من خلال مراقبتها وقياس شدة لمعانها وانحراف ضوئها الطيفي فالتي تنحاز نحو اللون الأزرق في طيف الالوان تقترب والتي تنحاز نحو اللون الاحمر في طيف الالوان تبتعد ويشرح الفيزيائي الشهير ستيفن هوكنج ذلك في كتابه (مختصر تاريخ الزمن)  فيقول:

( في ذلك الوقت توقع الكثير من الناس أن المجرات تتحرك بعشوائية وعليه فسنجد الكثير منها ينحرف للون الازرق- بلوشيفتد سبيكترم- أي يقترب من الارض لكن كانت مفاجأة تامة أن نجد معظم أو كل المجرات تبتعد عنا, ليس هذا فحسب بل كانت سرعاتها تزداد أكثر وأكثر كلما ابتعدت عنا).(1)
أي أن الكون يتسع بشكل مستمر, ومن هنا استنتج العلماء أننا اذا عدنا بالزمن للخلف فان النجوم والكواكب تقترب من بعضها البعض أكثروأكثر أي أنه في وقت ما قبل مليارات السنين كان الكون كله مكدس في نقطة واحدة عالية الكثافة والحراره لدرجة تفوق تصور العقل وفي حجم يساوي صفر أي عدما
Nothingness

و بالمثل كان الوقت أو الزمن صفر أي لم يبدأ بعد , ثم فجأة ولسبب لا يعرفه العلماء – على الاقل الملحدين- حدث انفجار ضخم لهذه النقطه بالغة الكثافة وهو ما يعرف بالانفجار الكبير
Big Bang 

و بعد ثانية واحدة من الانفجار كانت درجة الحرارة حوالي عشرة مليون درجة وكان الكون آنذاك عبارة عن جسيمات غاية في الخفة  بالاضافه الى فوتونات ونيوترونات وهذا الغبار الكوني الساخن أو الدخان الكوني – كوزميك سموك- أخذ يبرد شيئا فشيئا وفي نفس الوقت بدأ في التمدد والاتساع التدريجي المستمر ثم بدأت الكواكب والمجرات تتكون حتى وصلنا الى يومنا هذا ,  وهوما يعرف بنموذج الانفجار الكبير الساخن – ذا هوت بيج بانج مودل- خصوصا وقد باءت كل محاولات دحضه الكثيره بالفشل و تم اثباته بشكل نهائي حاسم على يد العلماء بنروز وهوكنج (2)

وبالنسبه للكرة الارضية فقد كانت في بدايتها عبارة عن كرة هشة من الكربون خالية تماما من الصلابة  التي يكسبها لها الحديد, (لأن الطاقة اللازمة لتكوين الحديد بكميات كبيرة من خلال الاندماج النووي داخل النجوم عالية جدا وغير موجودة في شمسنا حيث لاتتعدى نسبة الحديد بها 0.0037%) ثم بدأت النيازك المحملة بالحديد الناتجة عن انفجار النجوم العملاقه تهبط على الارض من خارج المجموعة الشمسية فتخترق سطح الأرض الكربوني الهش لتستقر في مركزها واخذت في التبرد شيئا فشيئا حتى زادت صلابة الارض وتكون لها مركز ثقل وجاذبية بفعل الحديد ثم مرت بعدة مراحل أخرى حتى وصلت لوضعها الحالي(3) .



اذا وبشكل نهائي تم علميا اثبات أن للكون بداية لم يكن للزمان والمكان وجود قبلها تماما كما يقول المتدينون..وإنهارت تماما فكرة سرمدية الكون وكانت ضربة قاتلة للإلحاد.


وكما كانت للكون  بداية فانه حتما له نهاية, فشمسنا ككل النجوم في السماء في طريقها لأن تستهلك كل طاقتها حتى تفنى وتموت ..وتنتهي معها المجموعة وللأبدن! وحتى لو افترضنا جدلا صحة خرافة أن السلاله البشرية ستستطيع التنقل بين المجرات بعيدا عن المجموعه الشمسية كما تصور روايات حرب النجوم , فاننا سنعيش في افلاك نجوم اخرى ستواجه نفس مصير الشمس.. فاين سيذهب الإنسان؟..هذا بخلاف ان افتراض التنقل بين المجرات يقضي بافتراض أن يكون عمر الإنسان الذي يقود المركبات الفضائية المتنقلة آلاف السنين الضوئية ....وهي وحدة قياس المسافة بين المجرات!!

إذا فنهاية الكون أمر بديهي واضح فمصيره هو كمصير كل جزء منه وكل كائن فيه ..وهو الموت, وذلك بغض
النظر هل سيتحول الى فوتونات مثلا أم سيعود للتكدس والانسحاق الشديد على بعضه طبقا لنظرية الانسحاق الكبير – ذا بيج كرنش- عندما تتساوى الجاذبية بين الأجرام السماوية وقوى الطرد والتباعد الناتجة عن الانفجار الكبير فيعود للانكماش لوضعه الأول كما بدأ أول مرة, والعلماء يعتقدون أن هذه النهاية للكون لن تحدث قبل خمسة عشر الف مليون سنة(4)

ولكن المسلمين يؤمنون بأنه لا أحد يعلم بالضبط متى سينتهي الكون, لأن نهاية الكون مرتبطه بيوم القيامة الذي لا يخضع لحسابات ولا يعلمه الا خالق السماوات والارض وحده سبحانه وتعالى فهو كالزلازل او أمواج التسونامي التي ضربت آسيا لا تأتي الا فجأة,وكما يقول القرآن عن يوم القيامة

((يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً)) سورة الاعراف 187


والآن هذا تلخيص لأحداث الانفجار الكبير كما اكتشفها العلم:

- هذا الكون له بداية لم يكن موجودا قبلها الزمان والمكان, حيث كان كل الكون (السماوات والارض) متجمعا في نقطة واحدة ثم انشطرت وتباعدت عن بعضها لسبب ما.(تعبير إنفجار هو مجازي وليس دقيقا فالأدق إنشطار وتباعد) (5)
- أخذ الكون في الاتساع منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا
- بدأت الكون بعد الانفجار كسحابة من الجسيمات الساخنة (دخان) ,أخذت في التبرد والتكثف لتكون المجرات والاجرام السماوية
- بدأت الارض ككرة هشة قذفت بوابل من النيازك المحملة بالحديد من خارج المجموعة الشمسية
- هناك إعتقاد  أن نهاية الكون ستكون بعودته لوضعه الأول من الانسحاق الشديد.

 وهنا لابد من الاشارة الى آيات القرآن الكريم التي  نزلت قبل اكثر من 1400 عام على رجل يعيش في صحراء مقفرة لم تكن كتب التاريخ تذكرها قبله وهو نبي الإسلام سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام ولنر كيف يحدثنا خالق الكون في كتابه الكريم  عن خلق الكون في آيات موجزة و معجزة..آمن بها المسلمون الأوائل كماهي..ليأتي العلم بعد أكثر من الف عام ليكتشف صدقها ولتكون حجة على كل جاحد أو معاند يتبع هواه ..يقول تعالى:

(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) الانبياء (30)

(وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) الذاريات (47)

(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) فصلت (11)

 (وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ) الحديد (25)

(يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) الانبياء (104)

وحقيقة أن لهذا الكون نهاية هي شيء مؤلم بالنسبة للكثيرين الذين يطمحون للخلود..كهؤلاء الذين يحاولون تجميد أنفسهم بعد الموت في أمريكا على أمل أن يأتي يوم يستطيع فيه الطب احياء الموتى!!

وعلى الجهة الأخرى حقيقة أن لهذا الكون بداية تزلزل الإلحاد وتهدمه لأنها تشير وبقوة الى قوة قادرة حكيمة كانت قبل الزمان والمكان ..حقيقة أن لهذا الكون خالقا, تستطيع .أن تناجيه في خلواتك وأن تستغيث به في أزماتك ,وهذه الحقيقه هي شيء فطري موجود في أعماق النفس البشرية..وهو ماخلق صراعا عند المجتمعات الملحدة...الصراع بين الفطرة والإلحاد..(تابع مقال- صراع الفطرة والإلحاد) .

ولأن مكتشفات العلم تقود كل باحث منصف إلى التعرف على وجود الله سبحانه وتعالى فإن العلماء الملاحدة يعانون من تشويش وتخبط عظيم ..فكلما قادهم بحثهم إلى وجود الخالق إصطدموا بقصص الإنجيل المحرف وتعارضها الصارخ مع العلم فنكصوا على أعقابهم كافرين...وهوتماما ما دفع فيزيائيا شهيرا كستيفن هوكنج أن يراهن على إسمه وتاريخه بطرح كتاب (التصميم العظيم) حاول فيه الخروج من مأزق الإنفجار العظيم ...فوضع العلم تحت رجليه و تحول من عالم شهير إلى فيلسوف أو ربما تقمص دور أحد المجاذيب الذين كانوا يطوفون القرى والنجوع قديما ولنا معه وقفة طويلة إن شاء الله.




(مختصر تاريخ الحقيقة) على الفيسبوك ...تابعونا

www.facebook.com/bh.truth





المراجع
1- Stephen Hawking, A Brief History of Time,Bantman Books, London, 1988, p.41

2- Stephen Hawking, A Brief History of Time,Bantman Books, London, 1988, p.55

3- د.زغلول النجار, من ايات الاعجاز العلمي, الارض في القران الكريم 2005, دار المعرفة, بيروت

4- Stephen Hawking, A Brief History of Time,Bantman Books, London, 1988, p.121

5- http://big-bang-theory.com/

Big Bang Theory - Common MisconceptionsThere are many misconceptions surrounding the Big Bang theory. For example, we tend to imagine a giant explosion. Experts however say that there was no explosion; there was (and continues to be) an expansion.

وجود الشر والإلحاد




وجود الشر في العالم كالحروب والمجاعات والامراض... والكوارث أحد أهم الدعاوي التي يسوقها الملحدون خصوصا في جدالهم مع اليهود و النصارى فيقولون لهم أنتم تقولون أن الله يحبكم فهذا الإله يجب إذا أن يكون رحيما وعليه فوجود الحروب والمجاعات والكوارث ينفي وجود هذا الإله...ويضيفون لو أن الله موجود فهو إذا لايستطيع أن يمنع الشر لذلك فلن يؤمنوا به...تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا والفريقين على خطأ (الملحدين وأهل الكتاب)

وقد أجاب القرآن عن أهل الكتاب فقال تعالى:

(وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير) المائدة 18

أما الملحدون فقد تصوروا أن الدنيا هي دار القرار ودار الحساب والجزاء النهائي ((وليست كذلك بأي حال))


وعندما يعرضون صور الهولوكوست والجثث المتراكبة ليصدموا المسلمين يتناسون أن من قام بكل المجازر هم الملاحدة والدارونيين الذين آمنوا بالبقاء للأصلح وإعتبروا الإنسان حيوانا فيه أجناس أرقى من أخرى
ويتناسون ان ربنا أخبرنا أن هناك من عذبوا اكثر وأشد من أجل دينهم , فهاهم أصحاب لأخدود النار ذات الوقود وهاهي ماشطة آل فرعون التي ألقى فرعون صغارها امامها في الزيت قبل أن يلقيها فثبتت على دينها وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ريحها واولادها في قبورهم أطيب من ريح المسك وموعدهم جميعا الجنة إن شاء الله , بل إن أول من أصيب هم اولاد النبي صلى الله عليه وسلم فمات إبراهيم والقاسم وعبدالله وهم صغار فأ كثر المبتلين عموما هم الأنبياء كأيوب عليه السلام

أما عن صعوبة الإبتلاء وشدته فنعم لاخلاف في هذا ولذلك كان كفارة للسيئات ورفعا للدرجات في الجنة ومن أسباب الثواب العظيم
قوله صلى الله عليه وسلم: «يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض»
وقال صلى الله عليه وسلم: «يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام» أحمد والترمذي

فالدنيا ليست النهاية والمآل وإلا فقد أفلت ستالين وهتلر وفاز شارون فقد ماتوا بلا محاكمة أو عقاب بعدما عاثوا في الأرض فسادا وساموا الناس ألوان العذاب والقتل لكن

( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ( 196 ) متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد) آل عمران

إذا فالأمر ليس كذلك فالله سبحانه وتعالى خلقنا لنعرفه ونعبده وترك لنا حرية الإختيار فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر و لكنه وضع الموازين القسط بأن لايظلم إنسان مثقال ذرة فمن كان محسنا فله الحسنى ومن كان مسيئا فلا يلومن إلا نفسه, وهذه الدنيا ليست إلا دار إمتحان وإبتلاء يقول تعالى:

(ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) الأنبياء 35

(الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ) الملك 2


فالشر في الدنيا هو إبتلاء وإختبار للمبتلى ومن حوله وهو أيضا إنذار أوعقاب ليفيق الناس ويعلموا ان الصحة والرخاء والعافية لاتدوم فليتفكروا في عاقبتهم ويرجعوا إلى الله

(ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون) سورة السجدة 21


(وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون) الأعراف94


فماذا عن إبتلاء الأطفال؟؟

والابتلاء البسيط للاطفال يقوي شوكة الأطفال ويؤهلهم ويعلمهم لما قد يواجهوه في المستقبل عندما يكبرون...فلو لم يمرض الطفل لم يفهم معنى المرض ولم يأخذ حرصه وحيطته فيما هو اشد....وان لم يسقط من على السرير ويتألم لن يأخذ حذره عندما يقف في الشرفة اويسير على الجبل......وان لم يعرف العقاب في صغره خرج متفلتا فاجرا او هشا رقيقا سهل الكسر لايتحمل الصدمات

أما الإبتلاء الشديد فإن كبر صابرا عليه فله الجنة وإن مات فهو في الجنة لأن الله تعالى قد قضى أن الأطفال في الجنة، سواء أكانوا من أطفال المسلمين أم من أطفال المشركين على الصحيح؛لقوله صلى الله عليه وسلم: «النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود والوليدة» وفي لفظ: «والمولود في الجنة، والوئيد في الجنة» وهذا عام لم يخصه النبي صلى الله عليه وسلم بأطفال المؤمنين دون غيرهم.

فماذا عن المرض والشيخوخة؟؟

والمرض وأعراض الشيخوخة التي تصيب الناس بداية من تضخم البروستاتا والدوالي و مرورا بالضغط والسكر وحتى الموت هي من قدر الله وحكمته فهو الذي خلق جسم الإنسان وفيه أسباب قوته وأسباب ضعفه وفنائه فهو سبحانه الذي لم يجعل الدنيا دارا للخلود بل دار مؤقته فجعل تركيب الإنسان وجسمه مصمم ليبلى ويفنى مع الزمن وهذه إرادة الله ومشيئته ولو أراد الله لخلقنا خالدين ولكنه سبحانه من قال (ومن نعمره ننكسه في الخلق) وهذا رد على المخابيل الذين تصوروا قدرتهم على مضاهاة خلق الله الحكيم الذي رفع السماء ووضع الميزان وجعل الشمس والقمر بحسبان.

هل هذه هي كل الحكمة من الشر في الكون؟؟

كل مافي الكون لا يقع إلا وفق حكمة إلهية منزهة عن العبث كما قال سبحانه

(وما خلقنا السموات والأرض ومابينهما لاعبين* ماخلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لايعلمون) الدخان 38-39

ونحن مهما علمنا فعلمنا قاصر لم ولن ندرك كل الحكم ومآلات الأمور لكننا نوقن يقينا جازما بقوله تعالى (ولايظلم ربك أحدا) وهذا كاف بالنسبة لنا تماما.

هل هذا يعني حب البلاء وطلبه؟؟

يجب أن نؤكد أن الإسلام يدعو الإنسان ((إن وقع)) البلاء أن يصبر لكن لا يدعو الإنسان لطلب البلاء أو الرجاء فيه فقد يصاب به ولا يصبر ومن الناس من تصلحه النعمة ومنهم من لايصلحه إلا البلاء ..لذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس بالدعاء بالعافية ويزجر الناس من ان يدعو على انفسهم أو اولادهم .

دور المسلم مع الشر؟؟

المسلم يكافح الشر بكل الوانه وصوره كما امرنا ديننا بنصرة المظلوم والضعيف امام الطغاة و أمرنا ديننا أن نسارع ونغيث المبتلى كما هو حال اهلنا في الصومال الآن فحالهم إبتلاء لنا أيضا هل سننصرهم ونشكر الله على عافيته أم لا؟
فيجب أن نسارع لنجدتهم بزكواتنا وصدقاتنا
..اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

والله أعلى وأعلم


(مختصر تاريخ الحقيقة) على الفيسبوك ...تابعونا

www.facebook.com/bh.truth

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

إنهيار الإلحاد -التطور والدارونية





بدأت نظرية النشوء والإرتقاء (التطور)  كفكرة لباحث إنجليزي شاب اسمه تشالز دارون عندما خرج في رحلة حول العالم  على متن سفينة تسمى (بيجل) في رحلة إستمرت خمس سنوات زار خلالها جزرا نائية ولاحظ فيها كائنات جديدة  لم تكن معروفة وإن تشابهت تشريحيا مع كائنات معروفه فإختمرت في رأسه فكرة أن هذه الانواع الجديدة في الواقع نشأت من اسلاف مشتركة مع الكائنات المعروفة ولكنها تطورت بشكل مختلف لإنعزالها في بيئة مختلفة مع تباعد القارات عن بعضها البعض وعبر ملايين السنين تحولت لماهي عليه ...ويكتمل السيناريو بإفتراض أن البداية كانت مجرد أحماض أمينية تفاعلت في الماء عبر ملايين السنين حتى كونت حمض نووي ثم خلية ثم بدايات الكائنات الحية التي مرت بأشكال إنتقالية مختلفة حتى وصلت لماهي عليه الآن .
            

و رغم أنها مجرد نظرية لا أكثرالا أنها لاقت من الحفاوة والدعم مالم تلاقيه نظرية أخري , وفي الواقع كان هذا الدعم لأسباب أيديولوجية في الأساس أكثر منه لأسباب علمية فأوروبا كانت متعطشة وتبحث بكل حماس عن نظريات علمية تدعم توجهها العلماني المناهض للكنيسة بطرح بديل لفكرة الخلق كما وردت في الكتاب المقدس وكانت نظرية دارون بمثابة حجر الأساس والركن الركين لهذا التوجه وأساس من اسس الحضارة الغربية الحديثة.وعليه فقد كان لنظرية التطور تاثير كبير على المجتمع الأوروبي والعالم بأسره فيما بعد, وقد تعامل معها الكثير من المثقفين و العلماء الكبار _ الغير متخصصين في علم الاحياء أو مجال الحفريات - كحقيقه لا جدال فيها متأثرين بمحيطهم الثقافي العلماني و في نفس الوقت مؤثرين في مجتمعهم, بإكساب المزيد من المصداقيه لنظرية التطور بإعتبارهم من المؤمنين بها , فرجل الشارع العادي سيتبع مباشرة ممثل أو صحفي أو عالم فيزيائي شهير في إيمانه بالتطور لأنه من وجهة نظره بالتأكيد يعرف أكثر منه, دون أن يفكر ولو للحظة أن هذا الشخص الشهير غير متخصص وأنه فقط يجاري التوافق الثقافي العام لا أكثر ولا أقل ومن أشهر الأمثله على ذلك الفيزيائي الشهير ستيفن هوكنج  الذي يسوق نظرية التطور كثيرا لتفسير وجود الحياة على الأرض (1) في كتبه  التي تتحدث عن نشأة الكون ككتاب (مختصر تاريخ الزمن) ومثله كارين آرمسترونج الكاتبة والراهبة السابقه التي تصف نظرية دارون بإكتشافات دارون التي قوضت أسس العقيدة المسيحية!!! (2) ...وكلاهما من العقليات المرموقه في إنجلترا لكنهم بكل تأكيد غير متخصصين في علوم الأحياء ويتحدثون عن التطور كما لو كان حقيقة مسلم بها !!!
ومن العجيب أن تجد بروباجاندا الطوفان الاعلامي الكبير الداعم لهذه النظرية قد جعل بعض المتدينين على إختلاف عقائدهم يحاولون التوفيق بينها وبين مايؤمنون به على إعتبار أنها حقيقة قاطعة لاشك فيها فمثلا نجد الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش يحاول التوفيق بينها وبين إيمانه المسيحي  فيقول في الثامن من ديسمبر عام 2008 لتلفزيون  (إيه بي سي) أنه يمكنك أن تجمع بين الاثنين إيمانك بالإنجيل ونظرية التطور (3) ولا ندري حتى الآن كيف يتم هذا التوافق العجيب!!, وبالمثل نجد أحد علماء اللغة المسلمين (د.عبد الصبور شاهين) يحاول التوفيق بين نصوص القرآن ونظرية دارون بشكل متكلف و خاطيء تماما ومخالف لكل ماهو متعارف عليه اسلاميا وذلك في كتاب أسماه (أبي أدم) مما أثار حفيظة وانتقادات كل علماء الدين المسلمين غير أنه في الواقع أيضا كان ضحية البروباجاندا المؤيدة لنظرية التطور





اذا من المهم جدا أن نستمع لأحد العلماء المرموقين المتخصصين في هذا المجال مثل اللورد سولي زوكرمان أحد أشهر علماء المملكة المتحدة في الحفريات الذي وضع طيفا للعلوم يمتد من الدراسات العلمية المحترمة التي تعتمد على معلومات ملموسة كالفيزياء والكيمياء الى تلك التي إعتبرها غير علمية (4) والمفاجأة أنه وبعد أن درس المتحجرات والحفريات لسنوات عديدة وضع علم الأنثروبولوجي الذي يفسر متحجرات الإنسان في خانة الدراسات الغير علمية حيث يصبح كل شيء ممكنا بالنسبة للمؤمن-بالتطور- الغيورالذي يمكنه تصديق عدة متناقضات في نفس الوقت(5)

والرجل محق تماما فعلم الأنثروبولوجي يعتمد بشكل كبير على التخمين والظن..فأن تجد بقايا جمجمة مهشمة منذ آلاف السنين وتبني عليها باقي الجمجمه ثم تتخيل شكل الوجه ولون الجلد وملمسه..الخ فأنت تخرج باحتمالات لانهائيه..ولهذا نرى كثيرا أن المتحجرة الواحدة بعد إعادة بنائها يكون لها وجوه كثيره ومختلفة طبقا لخيال النحات الذي أكملها أو لخيال مكتشفها وما يؤمن به ! حيث يمكنك ببساطة أن تجعل الجمجمة المكتشفه شبيهه بالشمبانزي وتكسوها بشعر كثيف أو أن تضفي عليها قسمات الفيلسوف (6)
وهناك مثال بسيط يفهمه طفل صغير هل إذا حدث مثلا وانهار ملعب كرة سلة اليوم ومات كل من فيه وطمر تحت الارض ثم جاء البشر بعد آلاف أو ملايين السنين وإكتشفوا البقايا العظمية لجثة أو اثنتين من لاعبي كرة السلة هل يمكنهم مباشرة الإستنتاج أن الناس حول العالم عام 2011 كانت أطوالهم تتخطى المترين؟!! والعكس هل اذا وجدوا متحجرة لرجل شديد القصر كأقزام غابات أفريقيا يمكنهم الحكم على الناس حول الكرة الأرضية والقول بانهم تطوروا من أسلاف قصيرة ؟؟


إنه خبط عشواء وكلام مبني على الهوي وبعيد عن الدليل القاطع وكلها تعتمد على الظن, ولكننا رغم ذلك نجد قنوات علمية محترمة مثل ناشيونال جيوجرافيك و الاذاعه البريطانيه بي بي سي تعرض أفلاما عن التطور والإنسان البدائي و قد تكتفي باشاره بسيطة أن هذا الذي تعرضه هو نظرية ليس الا..ثم بعد ذلك تأخذ في حشد الأفلام الخيالية الساحرة كيف كان هذا الإنسان البدائي يعيش ويصطاد ويأكل..؟! فيخرج المشاهد مبهورا بما شاهد وفي نفس الوقت متشبعا به ومصدقا له كأنه حقيقة واقعية.

والدفاع المستميت عن نظرية دارون كما اسلفنا هو أساسا بدافع أيديولوجي فهي أساس العلمانية في أوروبا والتفسير الوحيد المطروح امام فكرة الخلق التي تقتضي بالضرورة عندهم العودة للكنيسة وذكريات العصور المظلمة..فإنهيارها يعني إنهيار منظومة حياة كاملة وليس مجرد إنهيار لنظرية علمية.

  

و نظرية التطور تعتمد على خلط بعض الحقائق العلمية بتفسيرات معوجة وتمزج فيها الخيال بالواقع بصورة فجة ..ويجادل الدارونيين بكلام مزخرف براق يخدع العوام لكنه فارغ المحتوى لا يصمد أمام النقاش العلمي المنطقي يقول تعالى

(وَإِنَّ الشَّيَطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَدِلُوكُم)ْ سورة الانعام (121)
  
(شَيَطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) سورة الانعام (112)
  
وقد كان الأمل الذي يحدو دارون هو اثبات نظريته مع تقدم العلم واكتمال سجل الحفريات
وكان دارون يطمع أن تكشف الحفريات عن سجل مكتمل لمراحل أو حلقات التطور للكائنات المختلفة..وبالتالي إثبات نظريته غير أن نظريته تعرضت لضربات قاتله مع بدايات القرن العشرين .




إنهيار نظرية التطور في عصر العلم

أولا:اكتشاف الحمض النووي (دي إن إيه) الذي أوضح أن الصفات المكتسبه لا تورث للأبناء ..وببساطة فقطع رجل قط أو شاة  مثلا لايعني أن ذريتها سيولدون بلا أرجل! وعليه فان التحول التدريجي لكائن ما من شكل لآخر وتوريث ذلك لأبنائه شيء غير ممكن ولو حتى بعد مليون سنة وربما لو كان دارون حيا عند اكتشاف الحمض النووي لانتحر كمدا..فحتى الطفرات التي تحدث لاتؤدي إلا إلى سرطانات أو تشوهات..ولا يوجد أحد من دعاة التطور يستطيع إثبات وجود طفرة مفيدة ولو واحدة فقط  فما ظنك بمليارات الطفرات المفترضة..فالإنسان منذ خلق وهو إنسان ولم يكن يوما ما غير ذلك
              


 ثانيا :تعقيد الخلية الحية المعجز الذي يعد أكثر تعقيدا من تعقيد أي جهاز اخترعه الإنسان حتى الآن..ولوأن هذا التعقيد لم يكن مكتشفا أيام دارون لضعف الامكانات العلمية في عصره..ولذلك فظهور الخلية الحية الأولى مع هذا التعقيد وطبقا لنظرية التطور هو نقطة مظلمة بلا إجابة عند دعاة التطور باعترافهم أنفسهم ويقول أحدهم وهو عالم الرياضيات فريد هويل في مقابله مع مجلة الطبيعة* في نوفمبر 1981 إن إحتمال ظهور أشكال الحياة العليا عن طريق الصدفة يقارن بإحتمال قيام إعصار جارف يمر بساحة خردة بتجميع طائرة بوينج حديثة من طراز 747من المواد الموجودة في الساحة(7), ويصرح كلاوس دوز رئيس معهد الكيمياء الحيويه بجامعة جوهانز جوتنبرج في كتابه (اصل الحياه اسئله اكثر من الاجوبة) 1988 أنه بعد ثلاثين عاما من التجارب عن أصل الحياة فإن النهاية هي طريق مسدود أو إعتراف بالجهل. والاجابة الواضحة السهلة المقنعة التي يتغافلون عنها أن هذه الخلية المعقدة خلقت في أجسادنا كماهي بلا تطور ولا غيره






ثالثا : المفاجئة الصادمة للتطوريين هي ما يعرف بالإنفجار الكامبري, حيث تبين طبقات الارض أن الحياة المعقدة ظهرت فجأة على سطح الأرض أي خلقت ولم تتطور, ففي طبقات الارض للعصر الكامبري أي قبل حوالي 600 مليون سنه ظهرت فجاه ولأول مره معظم مجموعة اللافقاريات الأساسية وقد عثر عليها في شكل كامل و متطور (بعيون مركبة مثلا وليست بسيطة) فيما يعرف بطبقة الصخور الكامبريه وقد اعترف ريتشارد دوكنز اشهر دعاة التطور في العصر الحديث على مضض  أن هذا الانفجار الكامبري هو دليل قوي على الخلق(8), والإنفجار الكامبري ضربة قاتلة لنظرية التطور توقعها دارون في كتابه أصل الأنواع حيث توقع أن ظهور أنواع كثيرة تنتمي لنفس الأجناس أو الفصائل ستكون الضربة القاتلة للتطور لأن ذلك يعني أنهالم تتطور عن بعضها البعض.

 

رابعا : اكتمال سجل الحفريات لدرجة التشبع بلا وجود لأي مخلوقات تمثل مراحل انتقاليه بين الكائنات البدائية والحالية لتمثل التطور التدريجي المزعوم ففي الواقع العكس هو الذي حدث فقد تم اكتشاف آلاف الحفريات القديمة منذ ملايين السنين تماثل نظيرتها في العصر الحاضر فالتمساح كان ومازال تمساح والنحلة كانت ومازالت نحلة والإنسان كان ومازال انسان هكذا خلق, وقد كانت متحجرة الكوليكانث التي يقدر عمرها بنحو 410 مليون سنة, تمثل أملا حقيقيا لدعاة التطور حتي عام 1938حيث كان يعتقد أنها كائن يجمع بين صفات السمكة والزواحف وتمثل الحلقة الانتقالية البرمائية بين الأسماك والزواحف بجهاز للدورة الدمويه جاهز للعمل على اليابسة ورئه بدائية بل ولديها قدره بدائية للمشي وكعادة التطوريين تم التعامل في الأوساط العلمية مع هذا الأمر كحقيقة واقعية لا جدال فيها, حتى حدث اكتشاف مثير جدا وذلك بصيدها حية في المحيط الهندي في عام 1938وكانت سمكة عادية جدا تعيش في أعماق المحيطات ولا تخرج منها أبدا بل لاتقترب حتى من سطح الماء والرئة البدائية التي تخيلوها لم تكن أكثر من مجرد كيس دهني وقد صيدت عدة مرات بعد ذلك.

 

خامسا : السجل الخيالي لتطور الإنسان والذي يفترض عدة مراحل لتطور الإنسان من كائنات تشبه القرود الى الإنسان الحالي المعروف بهومو سابينس والذي ظهر طبقا لنظريتهم فقط قبل عشرات الالاف من السنين هو وهم محض وخيال ليس الا, ففي الواقع تظهر كل يوم اكتشافات تدحض زعمهم هذا تماما, منها مثلا ما تخبرنا به مجلة العالم الجديد –نيو ساينتست- الصادره في 14 مارس 1998ان البشر كانوا يمارسون الملاحه قبل اكثر من 700 الف سنه. أي كحال البشر اليوم (9)


وهناك أيضا ما نشرته جريدة الطبيعة عن وصول البشر لبريطانيا في أقصى الشمال قبل حوالي مليون عام وإستخدامهم النار ومعاطف الفراء وإستخدموا الكهوف والادوات..مما يعني ببساطة أنهم بشر مثلنا تماما..ويعلق على ذلك قائد فريق البحث الدكتور نيك آشتون بأن (المفاجيء في الأمر هو العصر شديد القدم الذي إكتشفنا فيه هذه الآثار..والذي يزيد من غرابة الأمر هو المكان حيث شدة البرودة في هذا الجزء من العالم وكيف تأقلم معها البشر الأوائل) .وفي الواقع كان البشر ومازالوا هم البشر وطبعا لا يجد التطوريون بديلا إلا إختراع وإفتراض أجناس بشرية متطورة جدا شديدة التطور (حتى لو أدى ذلك لتغيير لانهائي في شجرة تطور الإنسان المزعومة)..لكن يقولون انها ليست البشر الحاليين هروبا من فكرة الخلق(10) .
السجل الخيالي بقايا قرود مخلوطة مع اجناس بشرية قديمة




ومنها ما أثبتته الأبحاث أن من يسميهم التطوريين بجماعة النياندرثال (و يزعمون أنهم كانوا حلقة في سلسلة تطور الإنسان وليسوا بشرا) كانوا يدفنون موتاهم ويقومون بشعائر دينيه أي كانوا بشرا عاديين مثلنا ولم يكونوا قرودا أو همج ويستخدمون أدوات شديدة التعقيد (11)..بل وأن جيناتهم تتشابه مع جينات كثير من البشر المعاصرين مما يؤكد تزاوجهم معنا(12) وفي الواقع هم بشر مثلنا وشعوب قديمة ليس إلا كما يتميز الصيني عن الغربي عن الأفريقي عن الأسترالي الأصلي..لكن يظل التفسير الداروني هو الحاكم لكل المكتشفات بعيدا عن قصة الخلق وبعيدا عن الأكروبات الجدلية دفاعا عن الدارونية يقول أحد المعلقين (وهو البروفيسور جون هوكس استاذ الأنثروبولوجي في جامعة ويسكنسون ماديسون عن النياندرتال (إنهم نحن, ونحن هم). وهذا هو الحق يخرج من أفواههم ولكنه الكبر والعناد هروبا من فكرة الخلق




وما أوردته مجلة اكتشف- ديسكفر- في عددها الصادر في ديسمبر 1997 توضح اكتشاف مزلزل بكل معنى الكلمة ,فهولجمجمة طفل في احد كهوف اسبانيا عمرها 800 الف سنة ولكنها تماثل تماما البشر المعاصرين وطبقا لتعبير احد دعاة التطور الذي اكتشفها واسمه فيرارس ان الامر اشبه بالعثور على شرائط كاسيت وجهاز تسجيل قبل مليون عام. فقد كان يتوقع وجود اشباه القرود في هذا الزمن السحيق(13).

 


وهناك الكثير والكثير من أمثلة هذه الاكتشافات التي تهدم التطور من أساسه وتؤكد حقيقة الخلق ولكنها لا تلقى الصدى الاعلامي الكافي ويواجهها دعاة التطور في حينها بالتجاهل أو اظهار التعجب الأبله حتى يطويها النسيان ويعودوا لمجادلاتهم البهلوانيه الأكروباتيه أو يكتفوا بالقول في تصريح خاطف أن هذا كلام غير علمي هكذا فقط! ثم يهربون بعد ذلك من أي نقاش منطقي أو علمي حقيقي ومن ذلك ما إكتشف في بريطانيا من وصول البشر قبل مليون سنة لأقصى شمال العالم حيث البرودة الشديدة وإثبات إستخدامهم الأدوات والكهوف ومعاطف الفراء وإحتمائهم من البرد كالبشر المعاصرين تماما..حتى أن رئيس فريق البحث قال أنه يشعر بالإندهاش لوجود اجناس بشرية حديثة في هذا الزمن السحيق وتعاملها الكامل مع البرودة الشديدة..لكن دهشته سببها انه لاينفصل عن التفسير الداروني لأنه يهرب من فكرة الخلق وان البشر كانوا ومازالوا هم البشر ولاداعي لإختراع اسماء علمية لأجناس وهمية هي في الواقع البشر المعاصرين(14).


 سادسا : فضائح دعاة التطور بالجملة معظمها ناتج عن تزوير وخلط بقايا قرود أو حيوانات منقرضة وإدعاء أنها لأجناس بشرية سابقة تطور عنها الإنسان الحالي ويصاحب ذلك بروباجاندا إعلامية ضخمة وتصديق علمي قاطع لها كحقيقه واقعية لاجدال فيها وكل ذلك للهروب من مواجهة حقيقة الخلق!


- منها مثلا فضيحة انسان بلتداون حيث ادعى الطبيب وعالم متحجرات تشالز داوسون عام 1912 أنه اكتشف جمجمه عمرها خمسمائة الف سنة تعود لأحد أسلاف الإنسان المعاصر حيث أن لها فكا سفليا يشبه القرود أما باقي الجمجمة فهي تشبه الإنسان العادي ,وظلت معروضة في المتحف البريطاني على مدار 40 عاما على أنها الدليل القاطع على تطور الإنسان وكتبت العديد والعديد من الرسائل العلميه داعمه للتطور بناء على هذه الجمجمة وذلك حتى اكتشف كينيث أوكلي عام 1949 أن هذا الفك السفلي يعود لغوريلا دفنت في الارض لعدة سنوات فقط وأنها لا تعود للجمجمة المزعومة التي يقدر عمرها بخمسمائة سنة فقط(15)..وأن عملية تزوير قد تمت لتركيب الفك على الجمجمة وتم اعلان هذا التزوير للعامه عام 1953 بتقرير مفصل , والغريب في الأمر أن كشط الأسنان بأدوات معدنية لتركيب الفك على الجمجمه كان واضحا بالعين المجرده الا أن الكل تجاهل الأمر مندفعا وراء دعم نظرية التطور..على أي حال سحبت هذه العينة من المتحف البريطاني على عجل بعد هذه الفضيحة
وصرحت مجلة الدايلي ميرور أن آلاف الكتب العلمية يجب مراجعتها بعد إكتشاف هذه الفضيحة (16).




- فضيحة أخرى هي فضيحة انسان نبراسكا , ففي عام 1922 أعلن مدير المتحف الامريكي للتاريخ الطبيعي أنه تم العثور على ضرس واحد لكنه غريب الشكل يجمع بين صفات الإنسان والقرد وذهب البعض أنه يعود لما يعرف بانسان جاوه ..وبدأ دعاة التطور في رسم الصور التخيليه لهذا الكائن  بناء على هذا الضرس بل لقد تم رسمه بالكامل هو وعائلته في سلوكهم اليومي لعدة سنوات!! كل هذا بناء على ضرس واحد فقط وعلى أي حال فقد اكتشف في النهاية ماهو الا ضرس لخنزير بري ونشرت تفاصيل هذه المهزلة في مجلة العلوم - ساينس-  وبسرعة تم ازالة صور انسان نبراسكا من النشرات العلمية. وهناك العديد والعديد من الفضائح  والادعاءات مثل ما يعرف بأسم لوسي وغيره.





- وهناك فضيحة تطور الجنين البشري و ادعاء التطوريين وعلى رأسهم الشهير( أرنست هيجل), أن مراحل تكون الجنين في بطن أمه هي تلخيص لتاريخه التطوري و بحيث تمثل كل مرحلة شكل لأحد الأسلاف , كأدعائهم أن للجنين في مراحله الأولى خياشيم كالأسماك وهو ليس في الحقيقة سوى المراحل الأولية لتكون قناة الأذن الوسطى والغدة الجاردرقية, أو ادعائهم أن للجنين ذيلا كالقرود وهو في الحقيقة العمود الفقري الذي يظهر كذيل لأنه يتكون قبل ظهور الأقدام ليس الا, ورغم هذا فقد عمد هيجل الى تحريف رسوم الأجنة لتتطابق مع كلامه, وهو ما أكتشفه العلماء في فضيحة كبرى, و ينقل هيتشنج في كتابه (عنق الزرافة: عندما أخطأ دارون-1982) صفحة 204 تعليق هيجل على هذه الفضيحة بقوله: (كان علي بعد الاعتراف بهذا التزوير أن أعد نفسي مدانا ومنتهيا , لولا انني أجد العزاء في أن أري الى جانبي في قفص الاتهام مئات الجناة من علماء الأحياء المرموقين والباحثين الذين يحظون بأكبر قدر من الثقة)





وفضيحة أوتا بينغا التي تدمي القلب وهو أحد أقزام أفريقيا المعاصرين الموجودون ليومنا هذا في افريقيا الذي أسر كحيوان إنتصار للايديولوجية التطورية المجرمة وكان متزوجا وله أطفال ووضع في قفص على اساس انه حلقه إنتقالية بين الإنسان والقرد حتى إنتحر في النهاية(17)

 



سابعا الزائدة الدودية : من الأدلة التي كان التطوريون يستدلون بها على صحة نظريتهم وجود الزائدة الدودية-ابندكس- في جسم الإنسان حيث كانوا يعتبرونها عضو ضامر في جسم الإنسان كان له فائدة عند الإنسان البدائي وضمر مع التطور لعدم حاجة الإنسان الحديث إليه! وأيضا كانوا يتعاملون مع هذا الموضوع كحقيقة مطلقة ودليل قاطع على التطور   ولكن مرة اخرى يثبت العلم أنهم كانوا على خطأ حيث إكتشف فريق من الأطباء تابع لجامعة ديوك الامريكيه عام  2007 أن هذه الزائدة الدودية مسئولة عن إنتاج وحفظ مجموعة من البكتريا النافعة الموجودة في جسم الإنسان – نورمال فلورا- التي تقوم بدور هام في عملية هضم الطعام وامتصاص الفيتامينات في جسم الإنسان ونشرت الدراسة في مجلة علم الأحياء النظري- جورنال أوف ثيوريتيكال بيولوجي-(18)




في النهاية يجب أن نعي تماما أن المجنون فقط هوالذي يريد أن يعزو كل شيء في هذا الكون الى الصدفة, فتعقيد الخلية الحية في أبسط وحداتها و الإعجاز في شريط الحمض الوراثي (دي ان ايه) وتنظيم الانزيمات في الجسم وضربات القلب و النظام الدقيق المحكم  الذي ينظم الكواكب والنجوم يسحق تماما أي احتمال للصدفه. فلا يمكن حدوث مليارات المليارات من المليارات من الصدف والتوافقات المستمرة واللانهائية!! فنظرية التطور نظرية مضحكة تصلح لأفلام الخيال  والفانتازيا مثل فيلم (كوكب القرود) أو قصص الأطفال المسلية (كالجميلة والوحش)..لكنها لاتصلح أبدا أن تكون عقيدة علمية سليمة والأدلة التي يقدمونها هي أشبه بمن وضع يديه أمام عينيه لتحجب الشمس وقال أنظر إن الدنيا مظلمه فانا لا أرى الشمس فلا هو أدرك الحقيقة ولا هو حجب الشمس, والخلق هو الحقيقة الواقعية التي تظهر كالشمس , و الله سبحانه وتعالى هو من أبدع هذا الكون بتنظيم دقيق معجز يحير العقول وهو سبحانه الذي خلق كل الكائنات و هداها وعلمها الطريقه المثلى التي تحيا بها و في القرآن الكريم حين سأل فرعون عن الله قال موسى عليه السلام

  (ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)

والهداية هنا هي هداية الفطرة والغريزة التي تعلم الطيور مسارات هجرتها وتعلم النحل كيف تبني بيوتها وتعلم الرضيع أن يبكي عندما يجوع ويضحك سعادة عندما تداعبه أمه,فهذه السلوكيات سببها هداية الله وليس التطور المزعوم..فسبحان الله  وتعالى العلي العظيم.

خاتمة 



كان العلم ومازال هو الأساس الذي قامت عليه الحضاره الحديثه وعليه فلما اختارت أوروبا الإلحاد دعمته بعدد من (النظريات) العلمية , وكان عليها في العقود التالية أن تحاول إثبات صحة هذه النظريات وتحويلهامن ظن غير محقق إلى حقائق ثابتة لإثبات صحة توجهها وأيديولوجيتها, خصوصا أن هذه النظريات تحوي في طياتها العديد والعديد من علامات الاستفهام وكلمات الشك والظن من نوعية (ربما , اظن, من المحتمل , يبدو..الخ) ,لكنها طبعا تتوافق مع (الهوى الأوروبي) الثائر على الكنيسة وتتفق كذلك مع (الهوى الإنساني) الرافض للقيود والمحرمات التي تحد من إستمتاعه بشهواته ورغباته, وهذه الصورة وردت تماما في القرآن الكريم في قوله تعالى

(إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ  سورة النجم الآيه 23

وربما لم يكن هناك أدنى شك في الغرب أن القرن العشرين و مع الإنفاق المتزايد لمليارات الدولارات لدعم البحث العلمي سيأتي بالمزيد والمزيد من المعلومات التي تدعم الإلحاد عقائديا والعلمانية سياسيا ...لكن المفاجأه الكبرى كانت عكس ذلك تماما, فمع تراكم المعارف الإنسانيه والإكتشافات العلمية بدأ الإلحاد في الانهيار ,و بدأت النظريات التي تدعمه وعلى رأسها نظرية التطور في الانهيار واحده تلو الاخري كقطع الدومينو في مشهد درامي غريب ربما يدعو إلى تأمل قوله تعالى

 ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَة)ً  الانفال الآيه36


والآيه بالطبع وكما هو واضح لاتلوم عليهم انفاق الاموال لطلب العلم  أو لخير البشرية وصلاح الدنيا وإنما تلوم عليهم إتخاذهم من ذلك وسيلة لمحاربة الدين والصد عن سبيل الله.
أخيرا وختاما للموضوع فلنذهب أبعد من ذلك ونسأل تنزلا وجدلا
لوكان التطور صحيحا  (وهو خطأ) فمن الذي أوجد الخامات الأوليه التي بنيت منها الخلية الحية؟؟..
لا مفر من أن للكون خالقا أو جدها وحينها سيكون التطور هو وسيلة الخلق.
ولكن هنا ستظهر هنا جماعات عبادة النجوم المنتشرة في أمريكا وتقول أن كائنات فضائية هي من أحضرت الحمض النووي للكرة الارضية ومن ثم بدأ التطور ويظهر هذا الفكر في هوليوود كثيرا




وهنا نقول حسنا ومن أوجد الكائنات الفضائية ؟ ومن الذي أوجد  الكائنات الفضائية التي قبلها؟؟ بل من خلق هذا الكون ومكوناته لتحيا فيه الكائنات الفضائية؟!

سنعود لنقطة الصفر مرة أخرى ..لتؤكد بما لايدع مجالا للشك أن الخلق حقيقة لامفر منها وأن كل المخلوقات هي من إبداع خالق عليم حكيم سبحانه وتعالى عما يشركون.




(مختصر تاريخ الحقيقة) على الفيسبوك ...تابعونا

www.facebook.com/bh.truth






References

1- Stephen Hawking, A Brief History of Time,Bantman Books, London, 1988, p.122

2- Karen Armstrong, MUHAMMAD A Biography of the Prophet, Harper Collins Pub.,New York 1998
         (Trans. By Dr.Fatma Nasr & Dr.Mohammad Anany, Sotor publications)

3- http://www.afp.com/

4- Solly Zuckerman, Beyond The Ivory Tower, New York:Toplinger publications,1970

5- Harun Yahya, The Evolution Decit,Arastirma Pub.,Istanbul,2002

6- Harun Yahya, The Evolution Decit,Arastirma Pub.,Istanbul,2002

7- http://en.wikipedia.org/wiki/Fred_Hoyle

8- Richard Dawkins, The Blind Watchmaker, London:W.W.Norton 1986

9- http://www.newscientist.com/article/mg15721250.500-ancient-mariners--early-humans-were-much-
smarter-than-we-suspected.html

10-   http://www.bbc.co.uk/news/10531419

11- http://news.bbc.co.uk/2/hi/science/nature/7582912.stm

12- http://news.bbc.co.uk/2/hi/science/nature/8660940.stm

13- http://discovermagazine.com/1996/dec/thefaceofanances1285/?searchterm=IS

14- http://www.bbc.co.uk/news/10531419

15 - http://news.bbc.co.uk/2/shared/spl/hi/sci_nat/03/piltdown_man/html
/
16- http://news.bbc.co.uk/2/hi/science/nature/3285163.stm

17- http://onehumanrace.com/docs/ota_benga.asp

18-  http://www.msnbc.msn.com/id/21153898/ns/health-health_care/t/scientists-may-have-found-appendixs-purpose
/

وهم الميثولوجي عند القمني وملهميه




كان ظهور نظرية التطور(النشوء والإرتقاء) لتشارلز دارون(1) نقلة نوعية في الفلسفة الإلحادية فلم يقتصر تأثيرها في مجال دراسة الكائنات الحية ولكنه إمتد ليؤثر في مجالات كعلم الفيزياء الكونية ودراسة التاريخ الإنساني حيث نقل الملاحدة فلسفتها الهابطة - التي تعتمد على الصدفة والتطور التلقائي كنتيجة للطفرات والتفاعل مع البيئة- حرفيا إلى باقي المجالات فقالوا مثلا أن الدين قد نشأ بالصدفة كنتيجة لخوف الإنسان البدائي من ظواهر الطبيعة وغموض أسبابها بالنسبة له ومن ثم تطور الدين من عبادة مظاهر الطبيعة إتقاء لشرها مرورا بالوثنية و عبادة الطواطم والاجداد وإنتهاء بالديانات الإبراهيمية  أي أنهم إعتبروا قصص الدين كقصص اليونان القديمة وحكايات الشعوب الفولكلورية التي يمكن دراستها تحت مظلة ما  يعرف في الغرب ب(علم) الأساطير أو الميثولوجي
وكان هذا التوجه الميثولوجي مغمورا تماما في الشرق الأوسط والعالم العربي حتى حمل مشعله أحد الوجوه العلمانية المغمورة يدعى (سيد القمني) عمل في بداية حياته كمدرس للفلسفة بالمرحلة الثانوية ثم فجأة وبلا مقدمات واضحة نادى بنفسه باحثا أنثروبولوجيا وعالما في التاريخ الإنساني.
 أخذ هذا الشخص في نقل ما وجده عند المفكرين الغربيين كفرويد وصمويل كرامر وكارين آرمسترونج من خرافات وتأويلات وهمية تطعن في الأديان ونسب كثيرا منها لنفسه وقدم نفسه كباحث كبير مغوار لايشق له غبار وليكمل الصورة زعم حصوله على دكتوراة في الدراسات الإنسانية من إحدى الجامعات المرموقة تبين فيما بعد أنها دكتوراة مزيفة مشتراة بمبلغ 200 دولار من جامعة وهمية لاوجود لها ولما كشف أمره علل ذلك بأنه لم يكن يعرف أنها جامعة وهمية (2) ورغم ذلك مازال يستعمل لقب دكتور؟!

وعندما تظاهر القمني بالتوسع والإبداع المنفرد تناول سيرة خير الأنام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وتقول عليه الأقاويل جامعا آثار وضاعي الأحاديث مرة ومدلسا أو كاذبا مرات ومرات ليثير شبهات أي طفل مسلم يستطيع أن يفندها ويشهد على كذبها  (3) (4) تماما كما يشهد الكثيرون على سرقاته الواضحة التي يراها من لديه أدنى إطلاع على الثقافة الغربية(5)

ورغم كل ما سبق الذي يوضح بجلاء أن القمني دجال يفتقد للأمانة والصدق ولا يمت للبحث العلمي بصلة إلا أنه لاقى من النخبة العلمانية المسيطرة على الإعلام وأدعياء الثقافة العرب كل الحفاوة والتكريم بإعتباره باحثا فذا, فحصل على جائزة الدولة التقديرية (دولة حسني مبارك)! ثم حكم القضاء في مصر بعد الثورة بسحب الجائزة منه

ولا طائل من الإستفاضة أكثر من ذلك عن سيد القمني بشخصه فهو لا يستحق الإلتفات وليس هو هدف الموضوع ولكن سنوسع الصورة لتشمل موضوع الميثولوجي بصفة عامة لنوضح الحقيقة كاملة بإذن الله
يقول تعالى
 (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ ءايَاتُنَا قَالَ أَسَطِيرُ الأَوَّلِينَ * كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ  * كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ)  المطففين 13 -15

  بداية خرافة ربط الدين باالميثولوجي


.بعدما تبنت أوروبا العلمانية وأعرضت عن الإيمان بخالق لهذا الكون هروبا من العصور الكنسية المظلمة  حاولت الإجابة عن مصدر الأديان الموجودة في العالم بعيدا عن الخالق فكانت البداية بزعم دوغماتية الأديان أي أنها فكرة عصبية بلا أساس علمي حيث لا توجد آثار تاريخية للقصص والشخصيات الدينية المذكورة في التوراة والإنجيل فهي إذا (أساطير وهمية)




ثم ما لبثت الآثار والحفريات أن تبشر بآثارا النبوة كما فصلنا في مقال سابق (6) وعند هذه النقطة ظهر ما يعرف بعلم الاساطير أو الميثولوجي حيث تبدل المقال فقالوا :  هذه هي الأدلة ألم نقل لكم أنها (أساطير الأولين)!! ففي الحالتين الدين أسطورة وهذا قرارهم الذي إتخذوه جحودا وعنادا وهذه هي الدوغماتية الحقيقية وليس الدين.

وهنا تقمصت دراسة الميثولوجي لباس الفلسفة الدارونية كما أسلفنا فزعم بأن القصص أو الشعائر الدينية هي وثنية في الأصل نشأت بالصدفة وتطورت مع تطور الحضارة...ومن المفيد بعض التفصيل في تفنيد هذا الوهم


تفنيد وهم الميثولوجي 


أولا: يرتكز ربط الدين بالميثولوجي أساسا على أن هذا الكون بدأ صدفة وأن الإنسان والمخلوقات الحية كذلك نشأت بالصدفة, بمعنى أن من يتبنى نظريات الميثولوجي عليه أولا أن يؤمن بأن الإنفجار الكبير الذي بدأ الكون حدث (صدفة), وأن معدل تمدد الكون الذي لوقل بكسور من الثانية لإنكمش الكون على نفسه ولم يكن أصلا حدث أيضا (صدفة), وأن القوانين الدقيقة في الكون وجدت (صدفة) وأن خلق النجوم وتكون المجرات كمجرتنا حدث (صدفة), وأن مليارات المليارات من (الصدف) كونت المجموعة الشمسية و(بالصدفة) السعيدة تكونت الأرض وإستقر الحديد في باطنها وكون الجاذبية وتكون القمر التابع لها الذي ينير ليلها ويؤثرفي بحارها (صدفة) ومرة أخرى بعدد مشابه من (الصدف) تكونت المياة وتكون الغلاف الغازي للأرض (صدفة) وبعد ملايين السنين ومليارات أخرى من (الصدف) تكون حمض نووي أولي وصمد هذا الحمض ملايين السنين أمام الشمس وظروف الطبيعة (بالصدفة) حتى تكونت أول خلية حية (صدفة) وصمدت هذه الخلية بدورها ملايين السنين (صدفة) ثم كونت النباتات ثم الحيوانات الأولية (صدفة) وطبعا بقية القصة الشديدة المنطقية والعقلانية (نظرية التطور) إنتهت نهاية سعيدة بعد مئات الملايين من السنين بتكون مخلوق يعرف بالإنسان بأجهزة شديدة التعقيد والإعجاز والنظام وإنزيمات تفرز لعمل معين في وقت معين وبمقدار معين وهرمونات تنظم عمل الخلايا ونسب الجلوكوز والضغط وضربات القلب ومستقبلات كبيتا وألفا تتوزع في أنحاء جسمه وكيمياء معقدة ومشتبكات عصبية ووسائط كيميائية كجابا ودوبامين وسيروتونين تعمل مع بعضها بل وتكبح جماح بعضها لتخلق نظاما عصبيا توافقيا بديعا كل هذا (صدفة) ثم تكون (بالصدفة) لهذا الكائن زوج/زوجة ليستطيع التكاثر(كم نحن محظوظون!!) وهو ماحدث مع الحيوانات أيضا بالصدفة! ولكن زوجي البشر تطورت عقولهما نتيجة نظرهما للسماء أو ربما بسبب نوعية الطعام فبدأ يفكران .... ثم إخترعا الدين!!
إذا كنت لا تصدق الهراء السابق فلاداعي لإكمال باقي المقال فالإيمان بما سبق هو شرط لصحة حرب الميثولوجي على الدين  وبدونه فلا معنى ولا قيمة للميثولوجي لأن عدم صحة الهراء السابق يعني شيئا واحدا فقط لا مناص من حقيقته وهووجود خالق عظيم حكيم هو الذي أبدع الكون وأنزل الدين وأرسل الأنبياء.


ثانيا: فيما موضوعنا يتعامل  منظري الميثولوجي مع الحضارة السومرية في العراق كما لوكانت بداية الخليقة أو بداية ظهور البشر!! حيث كشفت حفريات الحضارة السومرية عن قصص تبدو مشابهه لبعض ما في التوراة والإنجيل مثل قصة عن طوفان عظيم إجتاح الأرض (ملحمة جلجامش) وقصص عن خلق الآلهة للإنسان من طين و خلق حواء وخروجه من الجنة وبالتالي زعموا أن الكتب السماوية ليست إلا تطورا لهذه الأساطير السومرية حوالي 3000 عام قبل الميلاد.
والسؤال ألم تكن هناك بشرية قبل الحضارة السومرية بعشرات الآلاف من السنين؟ ألم تكن هناك أمم وحضارات سابقة وكان هناك أنبياء ورسل وبشارات وأخبار وعبر بنفس الرسالة ومن نفس المصدر يقول تعالى:

 (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خلا فِيهَا نَذِيرٌ) فاطر24

ويقول سبحانه

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) غافر78

ونجد فكرة وجود خالق لهذا الكون وفكرة وجود إله منتشرة ومتشعبة في جميع أنحاء العالم حتى في قبائل الغابات البدائية وحتى في أمريكا الجنوبية فمثلا نقلت الكريستيان ساينس مونيتور إكتشاف عمره أربعة آلاف عام يقولون أنه أقدم بداية مكتشفة للدين (حتى الآن) في أمريكا الجنوبية وهي عبارة عن تمثال لإله يعتقد أنه يمثل الخالق (7) وإن توغلنا في عمق التاريخ السحيق حتى قبل خمسين ألف سنة لوجدنا أن آثار البشر تدل أنهم كانوا يدفنون موتاهم بشعائر معينة تدل على إيمانهم بالحياة الآخرة كما ينقل موقع ديسكفري(8) فلم يكونوا أبدا همجا أو قرودا (أنظر مقال إنهيار الإلحاد – الجزء الأول – التطور) (1)
إذا فهذه القصص السومرية التي يزعمون أن الأديان الإبراهيمية غشت منها أونقلت عنها ماهي إلا بقايا وآثار النبوة السابقة من لدن آدم عليه السلام حرفت وتبدلت مع الزمن حتى وصلت للحضارة السومرية بهذا الشكل - هذا بالطبع إن صحت تأويلاتها وتفسيرها- وكل مافي الأمر أن الحضارة في العراق هي من بدايات الكتابة والتدوين المنتظم (الكتابة المسمارية) أو بمعنى أصح هي أقصى ما وصل إليه علمنا كبداية للتدوين ولكنها بكل حال ليست بداية الخلق لنجعلها مرجعيتنا.

ثالثا: يجب ملاحظة أن العهد القديم والعهد الجديد وما فيهما من حشو وأساطير ليسا حجة على المسلمين فمن المعلوم من الدين بالضرورة عند المسلمين أنها كتب محرفة وتحكي تفاصيل كثيرة في قصة الخلق وقصص الأنبياء والرسل يخالفها القرآن بشكل كامل وهو الرسالة الخاتمة التي تعهد الله بحفظها من التحريف والتبديل

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ) الحجر9
فلاشك أن اليهودية والنصرانية دخلت عليها وثنيات وشركيات وخرافات كانت منتشرة في معاصريهم ومضاهئة أهل الكتاب للعقائد المنحرفة وتأثر كتبهم بها أمر لايخفى على أحد بل لقد ذكره رب العالمين في القرآن الكريم وأكد عليه فقال جل من قائل:


(وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَهئونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) سورة التوبة الآية 30


بل واشرك اليهود في حياة نبيهم موسى عليه السلام فأتخذوا العجل وعندما مروا على قوم يعبدون الأوثان طالبوا نبيهم بأن يصنع لهم الأوثان! يقول تعالى:

(وَجَوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ ءالِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) الأعراف 138
وسيدنا إلياس كان من أنبياء بني إسرائيل حين سرت فيهم عبادة (بعل) فزجرهم وذكرهم بالله

(وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ *إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ * أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَلِقِينَ) الصافات 123-125


 ويجب ملاحظة أن تأثر العهد القديم والجديد بالوثنيات لا يعني أن أصل الرسالة هو الوثنية والشرك  وإنما أصلها التوحيد و ما حدث هو إنحراف وتبديل وتحريف للأصل وليس العكس كما يزعم الميثولوجي

كما يجب ملاحظة أن كل منظري الميثولوجي من أصول غربية يهودية ونصرانية فمثلا صمويل كرامر كان يهوديا و يدرس في مدرسة والده العبرية(9) , وكارين آرمسترونج كانت راهبة نصرانية (10) وهؤلاء وغيرهم إحتفظوا بتصورهم العنصري القديم أن الإسلام هو مجرد تطور للنصرانية واليهودية وتغافلوا جهلا أو عمدا عن مخالفة القرآن الكريم لكتب اليهود والنصارى مخالفات لا تحصى تدحض تماما فكرة أنه تطور عنهما ولكن القمني وأشباهه ينقلون (يسرقون) عن الغربيين بلا تفكير كالببغاوات..وقصة الخلق في سفر التكوين مثلا كانت مثار بحث ونقد علماء مقارنة الأديان لقرون عديدة أثبتت مخالفتها الواضحة و تناقضها الصارخ مع القصة كما وردت في القرآن الكريم وعليه فإذا قالوا أن هناك آثار للوثنية في سفر التكوين فهذا يعني تلقائيا أن الإسلام يخالفها تماما لأنه يخالف سفر التكوين.

رابعا: الميثولوجي يعتمد بشكل شبه كامل على الإستقراء والتوقع والإفتراض وعند مراجعة كتب منظري الميثولوجي الغربية دائما تجد الشك وعدم اليقين أو على الأقل الترجيح وليس الجزم في تفسير القصص والحفريات والآثار المكتشفة ذلك أن كشفا أثريا جديدا ولو واحدا فقط قد يهدم كل النظريات المطروحة ويثبت خطئها ومن جهة أخرى فمعظم المكتشفات التي تبنى عليها نظريات الميثولوجي هي قصائد وملاحم شعرية ولايعرف على وجه الدقة ترجمتها ومن كتبها هل هم مثلا جماعة من المهرطقين أم مجرد شعراء يبالغون ويشطحون في خيالاتهم وربما يناقضون كل عقائد شعوبهم كما يفعل بعض الشعراء المعاصرين من تطاول على كل الثوابت والعقائد بل والكفر بحجة الإبداع كما يقول نزار قباني :

حين رأيت الله.. في عمّان مذبوحاً..
على أيدي رجال البادية..غطيت وجهي بيدي
وصحت : يا تاريخ ..هذي كربلاء الثانية.


ويقول في مجموعة (لا) أيضاً في (خطاب شخصي إلى شهر حزيران) :
من بعد موت الله، مشنوقاً، على باب المدينة.
لم تبق للصلوات قيمة..
لم يبق للإيمان أو للكفر قيمة.
ويقول مجرم آخر في قصيدته التي حصلت على جائزة دولة حسني مبارك التقديرية!!
الرب ليس شرطيًّا..حتى يمسك الجُنَاة من قفاهم
إنما هو قروي يزغِّط البط..ويجسُّ ضرع البقرة بأصابعه صائحًا:
وافرٌ هذا اللبن..الجناة أحرار لأنهم امتحاننا
الذي يضعه الرب آخِرَ كلّ فصلٍ..قبل أن يؤلف سورة البقرة

تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا وهؤلاء المجرمين عليهم من الله ما يستحقون بما قالوا من الكفر البواح..لكن الشاهد أن قصائدهم البالية تتحدث عن رب العالمين كشخص أو بشر وهو مالا يمثل عقائد شعوبهم ولا حتى ثقافتهم وهي شطحات كفرية لا فكرية.. وقديما قال المشركون في الجاهلية ان الملائكة بنات الله , وقال النصارى أن المسيح إبن الله  أو هو هو الله وصوروه في كنائسهم وحملوا صوره في جيوبهم وهي بزعمهم (صورة الله الشخصية  في جيوبهم)؟!! وربما صورت شعوب غيرهم الله رب العالمين كوثن أو صنم أو صورة وعبدوه فهل نقول  حينها أنه هو الله الذي ليس كمثله شيء؟!!!

 سبحانه و تعالى عما يشركون علوا كبيرا.



إذا فهمنا ماسبق فكيف يمكن لقصائد من مئات القرون الغابرة أن توضح عقيدة شعب وثقافته؟؟..ولماذا نصدق رفات قصائد لا نعرف سبب كتابتها أو مصدرها أو أهدافها ونعلي قيمتها (التاريخية) حتى أكثر من العهد القديم والعهد الجديد مثلا ونجعلها حجة عليهم وليس العكس؟! (مثال جدلي)

إذا فلا يسوغ لصاحب عقل أن يلهث وراء سراب الميثولوجي وإن كان الغربيين لهم (بعض) العذر لما عانوه من حرب الكنيسة على العلم وتعارض اللإنجيل المحرف مع العلم فما عذرالقمني وتابعيه أشباه المثقفين الذين يسرقون عن الغربيين نظريات واهية ويعرضونها كحقائق جازمة ويقين حاسم, بل ويتعسفون في تأويلها بما يوافق نفوسهم المريضة وهو ما يعترف به القمني نفسه فيقول أن أهم تعليق لأساتذته (المزعومين) عنه كان كما يلي:

(عدم إلمامى الكافى باللغات الأجنبية بالدرجة اللازمة للأبحاث الاجتماعية فى التاريخ الدينى، وأنى لجأت أحيانا إلى الاستنتاج فى مواضع لا يحسمها إلا وجود الأثر التاريخى الأركيولوجى) (2)




خامسا: التناول الموضوع البسيط لبعض دعاوى ربط الدين بالميثولوجي سواء للقمني أوغيره تبين تهافت كلامهم وتهاوي نظرياتهم كما في الأمثلة الآتية:



مثال 1: دعواهم أن شعائر الحج كالطواف وثنية مأخوذة من عادة الطواف حول الأوثان التي كانت منتشرة في شتى بقاع الجزيرة العربية بل وأنه كان هناك أكثر من كعبة ولم تبق إلا كعبة الإسلام.

ويجيب عن هذا الكلام ما نقله العلامة محمد ابوزهرة عن إبن إسحق في كتابة الماتع (خاتم النبيين) صفحة 38 كيف أن
(عبادة الأحجار في ولد إسماعيل بدأت بأن كان لا يظعن (يسافر) من مكة ظاعن إلا حمل معه حجرا من حجارة الحرم-مكة- تعظيما للحرم فحيثما نزلوا وضعوه وطافو به كطوافهم بالكعبة, حتى عبدوا ما إستحسنوا من الحجارة) (11).

ونفهمه كذلك حين نقرأ سورة الفيل وكيف أن أبرهة الأشرم حاول هدم الكعبة المشرفة رغبة منه في جذب الحجاج إلى كنيسة القليس التي بناها وزينها لتنافس الكعبة(12) تماما كما فعل نصارى نجران وهم بنو عبد المدان بن الديان الحارثي الذين بنو كنيسة بل وأسموها (كعبة نجران) مضاهاة للكعبة المشرفة وكان فيها أساقفة معتمون (13) وهي نفس القبيلة التي جاءت لمباهلة النبي عليه الصلاة والسلام بعد بعثته وهي التي ذكرها الأعشى في شعره فقال:

وكعــبة نجران حتم عليك....حــتى تناخي بأبــــوابها
نزور يزيد ، وعبد المسيح....وقيساً ، هم خير أربابها
إذا الحبرات ، تلــوت بهم.....وجروا أســــافل هُدابها

فالخلاصة هي أن بيت الله الحرام - الذي رفع قواعده سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل قبل بعثة سيدنا محمد بقرون متطاولة لايعلم مداها إلا الله (14) – كان مثار حسد وإعجاب وحب من قبل العرب كلهم فمنهم من حاول مضاهاة الكعبة إبتغاء للشرف والسؤدد ومنهم من طاف حول الحجارة مضاهاة للطواف حول الكعبة فتحول الأمر لوثنية وشرك جاء الإسلام ليرده إلى أصله وإلى الحنيفية السمحة التي بعث بها إبراهيم عليه السلام قرونا متطاولة قبل الإسلام.

(مَا كَانَ إِبْرَهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) آل عمران 67

وعلى القمني بدلا من هرائه السابق أن يتأمل طواف البرتوبلازم داخل الخلية (15) وطواف الإلكترونات حول نواة الذرة وطواف الأرض حول الشمس وطواف الشمس والنجوم حول مركز المجرة(16) ويتسائل كما نتسائل هل هو طواف أو تسبيح للكون يماثل طواف الحجيج حول الكعبة؟  الله أعلم وإن كنت اعتقد أن سيد القمني سيعزو كل هذا لبقايا الوثنية أيضا!

(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ) الإسراء44


مثال 2: إحدى أكبر الكذبات والخرافات التي تتداولها المواقع الملحدة كحقيقة مسلمة إدعائهم  أن لفظة (جهنم) هي مشتقة من إسم وادي في القدس كانت تحرق فيه القرابين البشرية للإله الوثني ملوخ وإسمه وادي (جي بن هنوم) وللأسف لم يدرك علماء الكتاب المقدس أصلا للكلمة فتابعوهم...فكان الملاحدة يسخرون منهم بأنهم يتابعون إلها وثنيا (ملوخ) وأنه هو من سيعذبهم بناره في وادي (جي بن هنوم).
لكن المفاجأة أن لفظة جهنم وجدت في برديات الفراعنة القدماء (شا-إن-آمو) (جَهَنَّمُ ) وتعني حرفيا بحيرة النار في طوات (عالم مابعد الموت - الآخرة) (17) (18) ..وهذا يؤكد ما قلناه سابقا أن إكتشافا أثريا واحد قد يؤدي لتهاوي كل النظريات الكبيرة والإدعاءات العريضة للميثولوجي.


ليس هذا فحسب فهذا الآثر يؤكد وجود آثار وبقايا النبوة عند الفراعنة الذين جاءهم موسى ومن قبله يوسف عليه السلام ومن لايعلمهم إلا الله يقول تعالى:

(وَلَقَدْ جَآءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ ) غافر34


 هل ما سبق يعني أننا توصلنا نهائيا لأصل كلمة جهنم ؟

والإجابة هي بالطبع لا! ولايمكننا الجزم بشيء ولن يمكننا فربما ظهر غدا كشف آخر في جزيرة العرب وبعد غد في أمريكا اللاتينية! كما ذهب بعض اللغوييين أن لفظة جهنم غير معربة أصلا بل هي عربية صرفة مشتقة من بئر تسمى (جهنام) , ونعرف أن اللغة العربية قد تستخدم ما تعارف عليه العرب ودرجوا على سماعه وإن كان أصله أعجميا وتم تعريبه فأصبح (عربيا) وهذا مشهور ومعروف في تبادل الألفاظ بين اللغات وتأثرها ببعضها.

وقبل هذا فكل اللغات أصلها لغة سيدنا آدم عليه السلام الذي عرف جهنم كما عرف جنات عدن والفردوس والملائكة وغير ذلك ومنه ومن اولاده عرفتها البشرية لأول مرة ولذلك فبالنسبة لنا كمسلمين تنطع الملاحدة ومحاولا تهم الفاشلة في مجال أصول الكلمات لايفرق عندنا كثيرا فنحن نؤمن بها كما قال ربنا وبلغ رسولنا عليه الصلاة والسلام ولا نقف ماليس لنا به علم فالله أعلى وأعلم.


أخيرا يجب أن نؤكد أن هذا الكشف الأثري السابق ليس الأول-وليس الأخير- الذي يدحض نظريات الميثولوجي فهو يماثل تماما ما حدث عندما شكك منظري الميثولوجي في وجود الأنبياء كإبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب وموسى وكشفت الآثار الفرعونية عن لوحة (بني إسرائيل) الموجودة الآن في المتحف المصري بالقاهرة وأثبتت بشكل قاطع وجود بني إسرائيل وكما نعلم فإسرائيل هو (يعقوب) عليه السلام.(19)






مثال 3 : زعمهم أن قصة طوفان نوح في الكتاب المقدس ومن بعده القرآن مأخوذة من (ملحمة جلجامش) في العراق القديم .و قد تعودنا من منظري الميثولوجي التعسف في تفسير الآثار لتوافق أهوائهم ولكن بإفتراض أن (ملحمة جلجامش) لها بالفعل علاقة بشكل ما مع قصة طوفان نوح وليس مجرد تشابه مزعوم , فهذا الزعم فيه تغافل واضح عن حقيقة أن قصة الطوفان هي قصة عالمية موجودة عند كل شعوب العالم تقريبا فهي موجودة في أستراليا وكندا وبوليفيا وويلز والهند والصين وشرق أفريقيا وأمريكا الشمالية (20) مما يؤكد أن لهذه القصة أصلا وحقيقة عرفتها تلك الشعوب كتاريخ أو كبقايا من آثار النبوة كخبر أو بشارة دينية.

( وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ * سَلمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَلَمِينَ ) الصافات 78-79

والقرآن الكريم حين يتناول قصة طوفان نوح فهو كما في كل القصص القرآني  يركز على النقاط الهامة التي تستخلص منها الحكمة والعظة ولا يخوض في تفاصيل كثيرة لن تؤثر في الحكمة المستخلصة ولذلك فقصة الطوفان بتفصيلاتها الكثيرة عن الحيوانات وعدد من نجى مع نوح كما ترد في الإسرائيليات والكتاب المقدس أو الآثار الضعيفة والموضوعة ليست حجة على المسلمين يقول الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار:

(لم يبين لنا الله - تعالى - ولا رسوله عددهم ، فكل ما قاله المفسرون فيهم مردود لا دليل عليه كما قال ابن جرير الطبري ، كما أنه لم يبين لنا أنواع الحيوانات التي حملها ، ولا كيف جمعها وأدخلها السفينة وهي مفصلة في سفر التكوين ، وللمفسرين فيها إسرائيليات مضحكة نخالفها ، لا ينبغي تضييع شيء من العمر في نقلها وإشغال القراء بها) (21)

وهذه الصورة توضح مقارنة بين قصة الطوفان عند شعوب العالم المختلفة من شتى أنحاء الكرة الأرضية




مثال 4: تفسير القمني لنشأة الطوطمية ومن ثم الأضحية قد يدفع البعض للإستلقاء على ظهره ضاحكا فهو مثال واضح على العبثية والنقل اللاعقلاني من الغرب مهما كانت شطحاته فيقرر القمني أن نشأة الأضحية بدأت من أن الإنسان البدائي بدأ بتقديس والديه، فهما من يوفران له الطعام والأمان، والحنان والدفء واستمر هذا التقديس للوالدين بعد موتهم
وما زاد الأمر إثارة للإنسان البدائي هو ظاهرة الأحلام التي أعادت الوالدين الميتين لأنظار الابن الذي لم يعرف أين يختبأ والداه. وفي سبيل الإجابة على هذا اللغز المحير تخيل الإنسان البدائي أن والديه حلاَّ في الشجر أو الحيوانات (الطوطم) ولا تفتأ الجماعة تسترجعُ ذكراه عاماً بعد عام في الحيوان الطوطم -وغالباً ما يكون خروفاً أو تيساً- الذي ترعاه الجماعة بعناية واهتمام حتى يحين موعد "استشهاده" ليعيد ذكرى استشهاد الفقيد، وفعله لأجل الجماعة. لهذا يأكل الأبناء لحم الخروف كي يحتووا الفقيد في أجسادهم، مع غرقهم في أجواء الحزن والألم!

طبعا الرواية الهابطة السابقة منقولة بالحرف من نظريات سيجموند فريد وويليام روبيرتسون سميث (22) في محاولة للتكامل مع تشارلز داون .وبالطبع هذا التخريف الذي لاخطام له ولازمام لا يستحق التعليق فأقصى ما يقال عنه أنه أحلام يقظة وهلاوس فكرية لكن النقطة هنا إسلوب القمني فهو يفتقد حتى القدرة على الإبتكار والإبداع فينقل حرفيا عن غيره كما أنه على مايبدو لم يتعلم الدرس فمازال يحتفظ بعيبه القديم الذي ذكره عن نفسه في بداية المقال...الخيال الواسع بلادليل..أو بمعن أصح (الوهم)




أخيرا فلنعلم أن أوهام دعاة الميثولوجي ومزاعم الملاحدة والعلمانيين لن تنتهي وسيثابرون على إثارة البلبلة بشبهات صبيانية مغلفة بغلاف العلم ولغة المنطق لذا فقد حاولنا في هذا المقال التركيز على وضع أطر عامة ونقاط منهجية تدحض بحول الله ما قالوا أو ما سيقولون بغض النظر عن تفاصيله ونسأل الله التوفيق والهداية والقبول

(أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) الانعام 122

والحمدلله رب العالمين



(مختصر تاريخ الحقيقة) على الفيسبوك ...تابعونا

www.facebook.com/bh.truth







1-  http://www.facebook.com/bh.truth#!/note.php?note_id=214730451890949

2-  http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=221530

3-  http://www.elaphblog.com/posts.aspx?u=1238&A=23967

4-  http://www.youtube.com/watch?v=RXdTrb-ndes&feature=related

 5-  http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=207759

6- http://www.facebook.com/bh.truth?sk=notes#!/note.php?note_id=231052856925375

7- http://www.csmonitor.com/2003/0417/p02s02-woam.html

8- http://news.discovery.com/history/neanderthal-burial-ground-afterlife-110420.html

9-  http://en.wikipedia.org/wiki/Samuel_Noah_Kramer

10-  http://en.wikipedia.org/wiki/Karen_Armstrong

11- ص38  الجزء الأول – إدارة إحياء التراث الإسلامي –قطر1979م –كتاب خاتم النبيين

12 -  http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3851&idto=3855&bk_no=48&ID=3351

13– يا قوت الحموي - معجم البلدان , 5/268

14-  http://www.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=105&pid=306295

15- http://plantcellbiology.masters.grkraj.org/html/Plant_Growth_And_Development13-Physiology_Of_Plant_Movements.htm

16 - http://www.telegraph.co.uk/science/science-news/3310541/Amateur-stargazers-map-a-lopsided%20universe.html

17 -  http://www.khayma.com/albayan/jahannam.htm

18 -  http://www.aregy.com/forums/archaeology30777
لقاموس الهيروغليفية المصرية لوالس بيدج - الجزء الثاني - صفحة 720 وموجود على الرابط

19 - http://www.facebook.com/bh.truth?sk=notes#!/note.php?note_id=231052856925375

20 - http://www.nwcreation.net/noahlegends.html

21 -http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=65&surano=11&ayano=40


22-http://en.wikipedia.org/wiki/Totem_and_Taboo