الخميس، 29 سبتمبر 2011

إنهيار الإلحاد - الجزء الثالث - الإسطورة




يزعم الملحدون أن عدم وجود اثبات أو سند تاريخي لقصص الانبياء  المذكورة اسمائهم في الإسلام والمسيحيه واليهوديه مثل نوح و يوسف ويعقوب  وموسى وعيسى.. هو سبب كافي لعدم الإيمان بهم وإعتبار قصصهم أساطير وخرافاتوهذا هو الزعم الأول
 ثم مالبث هذا الزعم أن تغير بعدما بدأت آثار النبوة في الظهور من خلال الآثار والحفريات  التي تشي بما يشبه قصص الكتاب المقدس والقرآن الكريم حيث اقالوا أن اليهودية والنصرانية هي تطور عن أساطير الوثنيات القديمة وأن الإسلام بدوره هو تطور عنهما وهذا هو الزعم الثاني ..حيث أدرجوا قصص القرآن والإنجيل تحت مايعرف بعلم الأساطير أو الميثولوجي

وفي موضوعنا هنا نتناول الزعم الأول ونفنده بسرعه قبل أن ننتقل بحول الله لتفنيد الزعم الثاني في موضوع آخر كامل بعنوان (وهم الميثولوجي عند القمني وملهميه)





والرد على الزعم الأول ببساطة و التفسير البديهي لذلك هو أن وجود الأنبياء السابقين  كان في أزمان سحيقة , شديدة القدم  وفي وقت كان التدوين المنتظم وكتابة التاريخ أمرا غير سهل أو متداول, ومع ذلك فالواقع المفاجيء أن هناك بالفعل آثارتاريخية معتبره لهؤلاء الأنبياء – غير  الكتب والروايات الدينية.
وكمثال لذلك نجد في المتحف المصري بالقاهرة (لوح مرنبتاح) أو (لوح اسرائيل) ومعلوم أن إسرائيل هو سيدنا يعقوب وبنو إسرائيل هم ذريته واللوح هو لوحة تذكارية منقوشة على الجرانيت الأسود مكتوب عليها قصيدة تسجل انتصارات الفرعون مرنبتاح على باقي الأمم والشعوب المعادية كالليبيين و بنو اسرائيل ومن أبيات القصيدة

   وإسرائيل خربت وليس لها بذر
 أي هلك نسلها وذريتها وهو وصف يوضح مدى العداء المتأصل بين الفراعنة وبني اسرائيل , مما جعل بعض الناس يعتقد أن مرنبتاح هو فرعون الخروج الذي طارد موسى وغرق, غير أن البحث الدقيق الذي قام به عالم الآثار المصرية الدكتور رشدي البدراوي يثبت بأدلة قوية جدا بل وقاطعة أن فرعون الخروج هو رمسيس الثاني والد مرنبتاح ويمكن الرجوع لبحثه في هذا الأمر, غير أن اللافت في هذا الأمر أن رمسيس الثاني ينطبق عليه وصف القران بنجاة بدنه بعد موته ليكون آية للناس, بينما يقول الكتاب المقدس عند النصارى أنه غرق وانتهى الأمر, بل وتكاد المومياء الخاصة برمسيس الثاني في المتحف المصري تقول صارخة نعم أنا هو, أنا فرعون موسي , فهي المومياء الوحيدة التي ترفع يدها لأعلى , ويبدو أنها في حالة التيبس العضلي التي حدثت له عند وفاته وتم تحنيطه عليها , والدكتور البدراوي يتوقع أنه كان يحمل الدرع الخاص به ففاجأته الموجة العاتية عند انطباق البحر عليه فحاول دفعها عنه باستخدام درعه في رد فعل غريزي ثم مات على ذلك, والله أعلم







 ويتحدث الدكتور رشدي البدراوي عن قلة الاثار التي تناولت موضوع بني اسرائيل فيقول:
(يبدومن الغريب صمت الآثار المصرية التام عن هذا الموضوع الخطير – موضوع بني إسرائيل وموسى – مع ما هو معروف عن الكتابات المصرية – على جدران العابد والآثار – من دقتها في تسجيل الأحداث ويعلل (سميث) سكوت الآثار المصرية عن قصة الخروج – أي خروج بني إسرائيل من مصر – بأنها من وجهة النظر المصرية الفرعونية لا تزيد عن كونها فرار مجموعة من العبيد من سادتهم المصريين وما كانت هذه بالحادثة التي تسجل على جدران المعابد أو التي تقام لها الآثار لتسجيلها (1) كما أنه من المؤكد أن هذه التسجيلات لم تكن   – كما نقول بلغة عصرنا – صحافة حرة تسجل الأحداث كما وقعت – بل لا بد كانت تحت رقابة صارمة من الفراعنة فلا تسجل إلا ما يسمح به الفراعين أنفسهم ويكون فيه تمجيد لهم ولما كان الفراعنة يدّعون أنهم من نسل الآلهة فليس من المتصور أن تسجل على المعابد دعوة موسى لإله أكبر هو رب العالمين، كما أنه من غير المعقول تسجيل فشل الفرعون في منع خروج بني إسرائيل فضلاً عن غرقه أثناء مطاردتهم، إذ أنها أحداث يجب فرض تعتيم إعلامي كامل عليها وعلى كل ما يتعلق بها والعمل على محوها من ذاكرة الأمة وهو أمر غير مستغرب بل ويحدث في أيامنا هذه وكم من حقائق عملت الرقابة والمخابرات على إخفائها بالكامل عن الشعوب!) (2) 



وهناك أمثله مختلفة على  قصص الانبياء  فهناك اوراق البحر الميت وأناجيل نجع حمادي التي تحدثت عن المسيح عيسى عليه السلام وهي أوراق ضاربة في عمق التاريخ .. وبغض النظر عن التباين في الرؤى والعقائد وتفاصيل القصة فشخص المسيح كان موجودا وهذا هو المهم إثباته...بل ولم نذهب بعيدا وعندنا خاتم النبيين محمد عليه الصلاة والسلام فهاهي الكعبة بمكة وهاهو القبر الشريف للنبي محمد عليه الصلاة والسلام موجود اليوم بالمدينة المنورة, ومن يبحث في هذا الموضوع يجد المزيد والمزيد.




بل والمعجزات المعاصرة بين ايدينا..بئر زمزم التي يرتوي منها عشرات الملايين كل عام منذ أكثر آلاف السنين..ماهذا الإعجاز بئر في قلب الصحراء في واد غير ذي زرع وتسقي مليارات البشر ولاتنضب ولا تجف ولم لا وهي بئر مباركة تفجرت تحت قدم نبي
وبضربة ملك هما إسماعيل وجبريل عليهما السلام





بل هاهي المعجزة اكبرى الباقية بين أيدينا (القرآن الكريم) وهي معجزة تشريعية وبلاغية وتاريخية وعلمية فسبحان الله العظيم إذا فالزعم الأول زعم متهافت لايستحق الإطالة فيه أكثر من ذلك.


(مختصر تاريخ الحقيقة) على الفيسبوك ...تابعونا

www.facebook.com/bh.truth







References

1- J.W. Smith, God & man in Early Israel. P38

2- www.55a.net
نقلا عن كتاب موسى وهارون عليهما السلام من هو فرعون موسى؟ الدكتور رشدي البدراوي الأستاذ بجامعة القاهرة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق