الخميس، 29 سبتمبر 2011

وجود الشر والإلحاد




وجود الشر في العالم كالحروب والمجاعات والامراض... والكوارث أحد أهم الدعاوي التي يسوقها الملحدون خصوصا في جدالهم مع اليهود و النصارى فيقولون لهم أنتم تقولون أن الله يحبكم فهذا الإله يجب إذا أن يكون رحيما وعليه فوجود الحروب والمجاعات والكوارث ينفي وجود هذا الإله...ويضيفون لو أن الله موجود فهو إذا لايستطيع أن يمنع الشر لذلك فلن يؤمنوا به...تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا والفريقين على خطأ (الملحدين وأهل الكتاب)

وقد أجاب القرآن عن أهل الكتاب فقال تعالى:

(وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير) المائدة 18

أما الملحدون فقد تصوروا أن الدنيا هي دار القرار ودار الحساب والجزاء النهائي ((وليست كذلك بأي حال))


وعندما يعرضون صور الهولوكوست والجثث المتراكبة ليصدموا المسلمين يتناسون أن من قام بكل المجازر هم الملاحدة والدارونيين الذين آمنوا بالبقاء للأصلح وإعتبروا الإنسان حيوانا فيه أجناس أرقى من أخرى
ويتناسون ان ربنا أخبرنا أن هناك من عذبوا اكثر وأشد من أجل دينهم , فهاهم أصحاب لأخدود النار ذات الوقود وهاهي ماشطة آل فرعون التي ألقى فرعون صغارها امامها في الزيت قبل أن يلقيها فثبتت على دينها وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ريحها واولادها في قبورهم أطيب من ريح المسك وموعدهم جميعا الجنة إن شاء الله , بل إن أول من أصيب هم اولاد النبي صلى الله عليه وسلم فمات إبراهيم والقاسم وعبدالله وهم صغار فأ كثر المبتلين عموما هم الأنبياء كأيوب عليه السلام

أما عن صعوبة الإبتلاء وشدته فنعم لاخلاف في هذا ولذلك كان كفارة للسيئات ورفعا للدرجات في الجنة ومن أسباب الثواب العظيم
قوله صلى الله عليه وسلم: «يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض»
وقال صلى الله عليه وسلم: «يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام» أحمد والترمذي

فالدنيا ليست النهاية والمآل وإلا فقد أفلت ستالين وهتلر وفاز شارون فقد ماتوا بلا محاكمة أو عقاب بعدما عاثوا في الأرض فسادا وساموا الناس ألوان العذاب والقتل لكن

( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ( 196 ) متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد) آل عمران

إذا فالأمر ليس كذلك فالله سبحانه وتعالى خلقنا لنعرفه ونعبده وترك لنا حرية الإختيار فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر و لكنه وضع الموازين القسط بأن لايظلم إنسان مثقال ذرة فمن كان محسنا فله الحسنى ومن كان مسيئا فلا يلومن إلا نفسه, وهذه الدنيا ليست إلا دار إمتحان وإبتلاء يقول تعالى:

(ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) الأنبياء 35

(الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ) الملك 2


فالشر في الدنيا هو إبتلاء وإختبار للمبتلى ومن حوله وهو أيضا إنذار أوعقاب ليفيق الناس ويعلموا ان الصحة والرخاء والعافية لاتدوم فليتفكروا في عاقبتهم ويرجعوا إلى الله

(ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون) سورة السجدة 21


(وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون) الأعراف94


فماذا عن إبتلاء الأطفال؟؟

والابتلاء البسيط للاطفال يقوي شوكة الأطفال ويؤهلهم ويعلمهم لما قد يواجهوه في المستقبل عندما يكبرون...فلو لم يمرض الطفل لم يفهم معنى المرض ولم يأخذ حرصه وحيطته فيما هو اشد....وان لم يسقط من على السرير ويتألم لن يأخذ حذره عندما يقف في الشرفة اويسير على الجبل......وان لم يعرف العقاب في صغره خرج متفلتا فاجرا او هشا رقيقا سهل الكسر لايتحمل الصدمات

أما الإبتلاء الشديد فإن كبر صابرا عليه فله الجنة وإن مات فهو في الجنة لأن الله تعالى قد قضى أن الأطفال في الجنة، سواء أكانوا من أطفال المسلمين أم من أطفال المشركين على الصحيح؛لقوله صلى الله عليه وسلم: «النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود والوليدة» وفي لفظ: «والمولود في الجنة، والوئيد في الجنة» وهذا عام لم يخصه النبي صلى الله عليه وسلم بأطفال المؤمنين دون غيرهم.

فماذا عن المرض والشيخوخة؟؟

والمرض وأعراض الشيخوخة التي تصيب الناس بداية من تضخم البروستاتا والدوالي و مرورا بالضغط والسكر وحتى الموت هي من قدر الله وحكمته فهو الذي خلق جسم الإنسان وفيه أسباب قوته وأسباب ضعفه وفنائه فهو سبحانه الذي لم يجعل الدنيا دارا للخلود بل دار مؤقته فجعل تركيب الإنسان وجسمه مصمم ليبلى ويفنى مع الزمن وهذه إرادة الله ومشيئته ولو أراد الله لخلقنا خالدين ولكنه سبحانه من قال (ومن نعمره ننكسه في الخلق) وهذا رد على المخابيل الذين تصوروا قدرتهم على مضاهاة خلق الله الحكيم الذي رفع السماء ووضع الميزان وجعل الشمس والقمر بحسبان.

هل هذه هي كل الحكمة من الشر في الكون؟؟

كل مافي الكون لا يقع إلا وفق حكمة إلهية منزهة عن العبث كما قال سبحانه

(وما خلقنا السموات والأرض ومابينهما لاعبين* ماخلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لايعلمون) الدخان 38-39

ونحن مهما علمنا فعلمنا قاصر لم ولن ندرك كل الحكم ومآلات الأمور لكننا نوقن يقينا جازما بقوله تعالى (ولايظلم ربك أحدا) وهذا كاف بالنسبة لنا تماما.

هل هذا يعني حب البلاء وطلبه؟؟

يجب أن نؤكد أن الإسلام يدعو الإنسان ((إن وقع)) البلاء أن يصبر لكن لا يدعو الإنسان لطلب البلاء أو الرجاء فيه فقد يصاب به ولا يصبر ومن الناس من تصلحه النعمة ومنهم من لايصلحه إلا البلاء ..لذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس بالدعاء بالعافية ويزجر الناس من ان يدعو على انفسهم أو اولادهم .

دور المسلم مع الشر؟؟

المسلم يكافح الشر بكل الوانه وصوره كما امرنا ديننا بنصرة المظلوم والضعيف امام الطغاة و أمرنا ديننا أن نسارع ونغيث المبتلى كما هو حال اهلنا في الصومال الآن فحالهم إبتلاء لنا أيضا هل سننصرهم ونشكر الله على عافيته أم لا؟
فيجب أن نسارع لنجدتهم بزكواتنا وصدقاتنا
..اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

والله أعلى وأعلم


(مختصر تاريخ الحقيقة) على الفيسبوك ...تابعونا

www.facebook.com/bh.truth

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق